(المسألة 66):
لا يكفي في تعمير الدار واحيائها أن يبني الجدران المحيطة بها ما لم يبن معها القواطع التي تكون فيها ولو لحجرة واحدة كما ذكرنا في المسألة المتقدمة فلا تحيى الدار إلا بذلك كله ولا تملك، ويكفي بناء الجدران المحيطة بالأرض إذا أراد تعمير حظيرة للحيوان، فيتم له بذلك احياؤها ويتحقق له ملكها، وإذا هو أحياها بذلك حظيرة وملكها، ثم بدا له أن يجعلها دارا أو مزرعة أو شيئا آخر، جاز له أن يفعل فيها ما يشاء، ولا يزول ملكه للأرض بعد الاحياء والتملك وإن تغير قصده الأول إلى القصد الثاني.
(المسألة 67):
الظاهر أنه يكفي في تعمير القطعة من الأرض الميتة ليجعلها الرجل موضعا لجمع التمر وتشميسه وتنقيته وكبسه، أو موضعا لجمع الحبوب أو الثمار والمخضرات واعدادها فيه للحمل والنقل، أن تزال الموانع التي تكون في الأرض من حشائش وأشواك وحجارة وتطم الحفر، وتبسط الأرض ويتم اعدادها وتهيئتها للمقصد الذي يريده المحيي، ولا يتوقف على بناء أو سقف إلا إذا احتاج إلى ذلك ليحفظ الثمار من مطر وشبهه أو يحفظها من سراق وغيرهم.
وإذا عمر الأرض كذلك بهذا القصد فقد أحياها وملكها، وإذا بدا له بعد التملك أن يجعل الأرض دارا أو عقارا أو مزرعة جاز له أن يفعل فيها ما يشاء ولم يزل ملكه عنها بتغير قصده السابق كما قلنا في نظيره المتقدم.
(المسألة 68):
يكفي في تعمير القطعة من الأرض الموات لتكون إصطبلا للخيل والدواب