أن يبني الرجل فيها جدارا يحيط بثلاث جهات منها، ويبني فيها بعض المعالف والأحوط أن يسقف ولو بعضه، فإذا فعل ذلك فقد عمر ما في هذه الحدود من الأرض في نظر أهل العرف وإذا بنى الجدار في الجهة الرابعة فقد أحيي جميع ما بين الجدران من الأرض وملكه من غير اشكال، والظاهر عدم الحاجة إلى السقف في تحقق الاحياء في هذه الصورة.
(المسألة 69):
إذا أراد الانسان أن يحيي الأرض الموات ويتخذها دكاكين ينتفع بالتكسب والاتجار فيها، أو بإجارتها على الناس، كفاه أن يبني في الأرض جدارا مستطيلا بقدر حاجته منها ويبني على الجدار قواطع تامة للدكاكين تحدد مقاديرها ومواضع الأبواب منها، فإذا فعل ذلك فقد عمر الأرض والدكاكين وأحياها وملكها بذلك، وإن لم يضع على الدكاكين سقفا ولم ينصب لها أبوابا.
وتتبع الدكاكين من الأرض الموات مما يلي مواضع الأبواب مقدار الطريق إلى الدكاكين في السلوك والدخول والخروج، ومرور الأثقال والبضائع وأدوات النقل والحمل، ومرور العابرين والمترددين إليها بما يفي بالحاجة المتعارفة في البلد، فيكون ذلك حريما للدكاكين والأرض المملوكة وحقا لمالكها، ولا يجوز لغيره من الناس أن يتسلط أو يتصرف في هذا الحق، وإذا عمره مالك الدكاكين طريقا إليها كان ملكا له.
(المسألة 70):
إذا أحيي الرجل له دارا أو دكاكين من الأرض الميتة على الوجه الذي أوضحناه استحق من الأرض المميتة طريقا يسلكه إلى داره أو دكاكينه مما يلي