كلمة التقوى - الشيخ محمد أمين زين الدين - ج ٢ - الصفحة ٥٥
السفر فيه، إلا أن يكون السفر لحج أو لعمرة أو مال يخاف تلفه فيسافر لحفظ المال، أو أخ في الله يخشى هلاكه فيسافر ليدفع عنه ما يحذره عليه، ولعل الأقرب أن المراد من أدلة المسألة هو أفضلية الإقامة في شهر رمضان على السفر فيه، وأن النواهي الواردة في النصوص عن المسافرة في الشهر إنما هي نواه عرضية عنه من جهة استلزام السفر في الشهر للافطار فيه وترك ما هو أفضل وهو الإقامة فيه وأداء الصوم امتثالا لأمر الله سبحانه في الشهر المعظم عنده.
وسواء أكان المراد من النواهي عن السفر فيه هو الكراهة كما هو المشهور، أم كان المراد بها النهي عن ترك ما هو أفضل، فإن ذلك يزول بمضي الليلة الثالثة والعشرين من الشهر، فلا كراهة ولا نهي عن السفر بعدها.
[المسألة 140:] إذا كان السفر في شهر رمضان لا يستلزم من المكلف افطارا من الصوم، ومثال هذا: أن يسافر الرجل بعد أن يدخل عليه الليل لبعض الغايات المباحة أو المستحبة ثم يعود إلى بلده قبل طلوع الفجر فالظاهر عدم شمول النواهي لمثل هذا السفر وإن تكرر منه في كل ليلة، كما يفعله بعض الخطباء الذين يسافرون في ليالي الشهر إلى قرى تبعد عن بلادهم بما يبلغ المسافة الشرعية أو تزيد على ذلك للقراءة والوعظ في تلك القرى النائية ثم يعودون إلى بلادهم ومنازلهم في نفس الليلة، فلا كراهة في مثل ذلك ولا حرمة على تقدير القول بها كما يراه بعض الأعاظم (قده)، فضلا عن القول الذي اخترناه من أن النواهي إنما هي نواه عرضية عن السفر لأنه يستلزم ترك ما هو أفضل في هذا الشهر وهو الإقامة فيه والصوم.
وكذلك إذا سافر المكلف في نهار شهر رمضان بعد الزوال، فإن اتمام صوم اليوم واجب عليه في هذه الصورة، فإذا هو قضى حاجته من السفر وعاد إلى بلده ليلا لم يفته الصوم في سفره، وسيأتي بيان وجوب إتمام الصوم على المكلف إذا سافر بعد الزوال في المسألة المائة والرابعة والستين.
وأجلى من ذلك وأكثر وضوحا ما إذا كان المكلف ممن عمله السفر فقد ذكرنا في مباحث صلاة المسافر أن الأقوى في هذا الصنف هو وجوب اتمام الصلاة والصيام عليه، فلا يفوته الصوم في شهر رمضان وإن سافر إلى موضع عمله في صباح كل يوم من الشهر ورجع عصرا أو ليلا إلى منزله.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (1) كتاب الصوم 5
2 الأول - النية 8
3 الثاني - المفطرات 17
4 الثالث - الكفارات 46
5 الرابع - شرائط صحة الصوم وشرائط وجوبه 61
6 الخامس - طرق ثبوت الهلال 72
7 السادس - احكام قضاء شهر رمضان 77
8 السابع - صوم الكفارة 88
9 الثامن - اقسام الصوم 95
10 خاتمة الكتاب الصوم 103
11 (2) كتاب الاعتكاف 109
12 الأول - الاعتكاف وشرائطه 112
13 الثاني - احكام الاعتكاف 135
14 (3) كتاب الزكاة 145
15 الأول - الشرائط العامة لوجوب الزكاة 148
16 الثاني - زكاة الأنعام الثلاثة 157
17 الثالث - زكاة النقدين 172
18 الرابع - زكاة الغلات الأربع 177
19 الخامس - ما تستحب فيه الزكاة 189
20 السادس - في مصارف الزكاة ومستحقيها 194
21 السابع - أوصاف من يستحق الزكاة 210
22 الثامن - جملة من احكام الزكاة 217
23 التاسع - زكاة الفطرة 227
24 العاشر - جنس زكاة الفطرة ومقدارها 234
25 الحادي عشر - وقت وجوب الفطرة ومصرفها 237
26 (4) كتاب الخمس 241
27 الأول - ما يجب فيه الخمس 243
28 الثاني - مستحق ومصرفه 288
29 الثالث - الأنفال 296
30 (5) كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 301
31 الأول - الامر بالمعروف الواجب، والنهي عن المنكر المحرم 304
32 الثاني - الامر بالمعروف المندوب، والنهي عن المكروه 321
33 الثالث - مجاهدة النفس 330