وسادسها: إن النظر واجب، وليس مدرك الوجوب السمع بل العقل، وإلا لزم إفحام الأنبياء، لأن النبي صلى الله عليه وآله، إذا أمر المكلف باتباعه، فقال له المكلف: لا أتبعك حتى أعرف [صدقك، وصدقك لا أعرفه بالضرورة بل بالنظر، والنظر لا أفعله حتى أعرف] (80) ووجوبه لا أعرف إلا من قولك، وقولك لم يثبت عندي أنه حجة، انقطع النبي عليه السلام، ولم يكن له جواب عن ذلك، فبقي أن يكون وجوبه معلوما بالعقل لا بالسمع، فيثبت المطلوب.
(٥٥)