إجمالها فهل المرجع عموم قوله - تعالى -: " خلق لكم ما في الأرض جميعا "، وقوله: " والأرض وضعها للأنام " (1)، أو عموم الروايات الحاكمة بأن الأرض كلها لنا، أو الأرض كلها لنا فما أخرج الله منها من شيء فهو لنا، أو الدنيا وما فيها لله - تبارك وتعالى - ولرسوله ولنا، إلى غير ذلك من المضامين الواردة في الأخبار؟ (2) أقول: من تأمل فيما ذكرناه في خلال بحث الأنفال وبحث المعادن يظهر له عدم تهافت الدليلين ووضوح الجمع بينهما، إذ الظاهر أن اللام في الآيتين ليست للملكية لايراد بهما ملكية الأرض وما فيها للناس بحيث يملك كل واحد منهم حصة منها بالشركة أو تكون ملكا لعنوان الناس والأنام ووقفا عليهم بحيث لا يجوز بيعها وهبتها نحو ذلك نظير ملكية الأرض المفتوحة عنوة للمسلمين. بل المقصود بيان غرض الخلقة الهدف منها وأن الغرض منها انتفاع الناس بها طول القرون والأعصار، فاللام تكون للغاية. لا ينافي هذا كونها تحت اختيار الإمام الذي هو ممثل المجتمع حذرا من الفوضى والهرج والتغالب وتضييع الحقوق، وهذا أمر يحكم بحسنه ولزومه العقل والفطرة، لا نعني بكونها من الأنفال وكونها للإمام بما هو إمام إلا هذا.
وبالجملة، فليس العمومان متهافتين وفي طريق النقيض حتى يكون أحدهما المرجع في قبال الآخر، فتدبر جيدا.
العاشر من الأنفال:
ميراث من لا وارث له عند علمائنا أجمع:
1 - قال الشيخ في كتاب الفرائض من الخلاف (المسألة 1):