عدم الرب والصاحب لها. والظاهر أن المراد من الرب من يزاول الأرض ويدبرها.
إلى غير ذلك من الأخبار.
لا يقال: يحمل المطلق في هذه الأخبار على المقيد في قوله (عليه السلام) في مرسلة حماد: " وكل أرض ميتة لا رب لها. " (1) فإنه يقال: مضافا إلى أنهما مثبتان فلا تنافي بينهما ان الظاهر ورود الوصف مورد الغالب، حيث إن الغالب في الأرض التي لا رب لها كونها ميتة فلا مفهوم للقيد حينئذ نظير قوله - تعالى -: " وربائبكم اللاتي في حجوركم. " (2) هذا مضافا إلى أن الظاهر من قوله: " لا رب لها " في المرسلة أيضا كونه ملاكا وعلة للحكم، إذ التعليق على الوصف مشعر بالعلية فالملاك في عد الأرض الميتة من الأنفال أيضا كونها مما لا رب لها.
ويشهد للمسألة أيضا ما مر من كون المقصود من الأنفال الأموال التي لا تتعلق بالأشخاص فتكون هي الأموال العامة ويكون زمام أمرها بيد إمام المسلمين وهو المراد من كون الأنفال للإمام لا كونها ملكا لشخصه، فتدبر.
الرابع من الأنفال:
رؤوس الجبال وبطون الأودية وكذا الآجام:
قال الشيخ الأنصاري " ره ": " لا خلاف ظاهرا في كونها من الأنفال في الجملة. " (3) ويدل على الحكم - مضافا إلى كونها مواتا غالبا ولذا وقع التعبير بالرؤوس والبطون حيث إن أطراف الجبال والأودية ربما كانت محياة فكان حكمها حكم سائر الأراضي المحياة، ومضافا إلى أنها مما لا رب لها غالبا بحيث يزاولها