الفصل السادس نظام الجزية في عصرنا والمناسب أن نبحث هنا مقامين:
ألف - نظام الجزية والأقليات الدينية أنا نجد اليوم في جميع الممالك الإسلامية طوائف من الناس نعبر عنهم بالأقليات الدينية، وكان يعبر عنهم في سالف الزمان بأهل الذمة، يعيشون معنا، يشاركون في أمورنا، ويكونون مواطنينا، فيجب أن نبحث عن حكمهم، وأنه هل يجري نظام الجزية في حقهم كجريانه في حق السالفين، أو أنه نظام بدائي قد مضى أجله، لا يمكن اجراءه في عصرنا هذا لعروض التحولات الأساسية في المناسبات البشرية تطلب نظامات جديدة؟
إنا إذا تأملنا في حكمة تشريع الجزية وأدلة مشروعيتها وكيفية أخذها وسبيل مصرفها وغير ذلك مما تتعلق بها، لا يبقى لنا شك في صحة هذا النظام ومعقوليته بل مطلوبيته في هذا العصر أيضا.
فقد عرفت تفصيلا أنها لا تؤخذ إلا للقيام بحمايتهم وحفظ ذمتهم والمدافعة عن حقوقهم، وبدلا عن تكليفهم بأمر الدفاع والدخول في الجند والأمور