الفصل الثالث في من تسقط عنه الجزية قد عرفت أن المقصود الأولي للإسلام هدم أساس الكفر والشرك من ساحة الأرض واستقرار التوحيد عليها وبسط العدالة فيها وهذه الأغراض العالية لا تتحقق إلا باعتناق جميع الملل للدين الحنيف، والالتزام بتعاليمه النورانية وأحكامه المقدسة.
وعليه فقبول الجزية من طائفة من الكفار واقرارهم على دينهم، يكون على خلاف الأصل، يحتاج في كل مورد إلى دليل.
وقد دل الدليل على قبولها من أهل الكتاب، ومن له شبهة الكتاب، فالحكم بسقوط الجزية من صنف من هؤلاء أيضا يحتاج إلى دليل، واللازم في فرض الشك الحكم بثبوتها.
إذا عرفت ذلك فيقع الكلام في موارد:
حكم النساء والصبيان والمجانين:
لا خلاف بين أصحابنا في سقوط الجزية عن النساء والصبيان والمجانين وهو المشهور بين فقهاء العامة.