(1916. Muhammaedan Theories of finance) تفسير آية الجزية:
قال عز شأنه:
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (1).
وهذه الآية هو الأصل في تشريع الجزية في الإسلام، بمعنى امضائها، فاللازم ذكر جملة مما يتعلق بتفسيرها لشدة ارتباطها بمسألتنا:
سبب نزولها:
روى ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ابن حبان عن مجاهد أن آية الجزية نزلت حين أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بحرب الروم فغزا بعد نزولها غزوة تبوك (2).
ونقل السيوطي عن أبي هريرة ما حاصله: أنزل تعالى في العام الذي نبذ فيه أبو بكر إلى المشركين يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس (3) فكان المشركون يوافون بالتجارة فينتفع بها المسلمون فلما حرم الله تعالى على المشركين أن يقربوا المسجد الحرام، وجد المسلمون في أنفسهم مما قطع عنهم من التجارة، التي كان المشركون يوافون بها، فأنزل الله تعالى وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء فأجل في الآية الأخرى التي تتبعها الجزية ولم تكن تؤخذ قبل ذلك فجعلها عوضا مما منعهم من موافاة المشركين بتجارتهم فقال: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر الآية، فلما أحق الله ذلك للمسلمين عرفوا أنه قد عاوضهم أفضل ما كانوا وجدوا عليه مما كان المشركون