ما وضع على الأراضي كما يأتي.
ومن هنا قال في الجواهر:
(ويجوز وضعها على الرؤوس أو على الأراضي بلا خلاف أجده فيه... ولا يجمع بينهما.) (1).
والشاهد القوي على ذلك قول صاحب القاموس:
(الجزية بالكسر خراج الأرض وما يؤخذ من الذمي) (2).
وقال الشيخ الشبلي النعماني: إن معناها - يعني الجزية - الخراج الذي يستعان به على الحرب) (3).
فهذان اللفظان متقاربان في المعنى بحيث يستعمل كل واحد في موضع الآخر وأن غلب استعمال الجزية في ضريبة كانت توضع على رؤوس أهل الذمة ورقابهم والخراج في ضريبة كانت توضع على بعض الأراضي كالأراضي المفتوحة عنوة أو صلحا على أنها للمسلمين أو لإمام المسلمين.
فلسفة تشريع الجزية:
اعلم أن كلمات الفقهاء والمفسرين من العامة والخاصة، متشتتة جدا في بيان فلسفة تشريع الجزية، بعضها بعيدة عن الروح الإسلامي والتعاليم القرآنية كمال البعد، لا شاهد عليه لا من الكتاب ولا من السنة.
ومع الأسف تمسك بعض المستشرقين بهذه العبائر لغرض هدم الإسلام واظهار أنه دين بني على السيف والاجحاف، تأتي كلمات جملة من هؤلاء في موضعه.
فالمهم هاهنا نقل كلمات الفقهاء والمفسرين أولا ونقدها وتحليلها ثانيا.
قال المفيد قدس سره: (والجزية واجبة... عقوبة من الله تعالى لهم، لعنادهم الحق،