قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٣ - الصفحة ٥١٦
فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ» فلما قالها قال معاوية: إجلس، فلم يزل ضرماً على عمرو وقال: هذا من رأيك. ولحق الحسن عليه السّلام بالمدينة» «1».
قال المسعودي: «ثم قال في كلامه ذلك: يا أهل الكوفة، لو لم تذهل نفسي عنكم إلّالثلاث خصال، لذهلت، مقتلكم لأبي، وسلبكم ثقلي، وطعنكم في بطني» «2».
وقال الخوارزمي: «وروي أن معاوية نظر إلى الحسن بن علي وهو بالمدينة وقد احتف به خلق من قريش يعظمونه فتداخله حسد، فدعا أبا الأسود الدؤلي والضحاك بن قيس الفهري فشاورهما في أمر الحسن والذي يهم به من الكلام، فقال له أبو الأسود: رأي أمير المؤمنين أفضل وأرى ألا يفعل فإن أمير المومنين لن يقول فيه قولًا إلّاأنزله سامعوه منه به حسداً ورفعوا به صعداً، والحسن- يا أمير المؤمنين- معتدل شبابه أحضر ما هو كائن جوابه فأخاف أن يرد عليك كلامك بنوافذ تردع سهامك، فيقرع بذلك ظنونك ويبدي به عيوبك، فإذن كلامك فيه صار له فضلًا وعليك كلّاً، إلّاأن تكون تعرف له عيبا في أدب أو وقيعة في حسب وأنه لهو المهذب قد اصبح من صريح العرب في عز لبابها وكريم محتدها

(١) تاريخ الطبري ج ٥ ص ١٦٣، ورواه المسعودي وابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن من تاريخ مدينة دمشق ص 194 رقم 323. قال الدكتور أحمد شلبي: «لما بايع الحسن معاوية ودخل هذا الكوفة واجتمع بالناس في المسجد أراد معاوية أن يخطب الناس فأشار عليه عمرو أن يقدم الحسن ليخطب الناس، ولكن معاوية كان سي ء الظن بعمرو فقال له: أما تريدني أن اخطب الناس؟ فأجاب عمرو: بلى ولكني أريد أن يبدو عيُّ الحسن للجماهير والح على معاوية فاستجاب وقدم الحسن فاجاد هذا في خطابه القصير وغمز في معاوية وختم خطابه بقوله تعالى «وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ» فاغتاط معاوية من عمرو، وقال له: هكذا أردت يا إبن عاص؟» (التاريخ الاسلامي والحضارة الإسلامية ج 2 ص 40).
(2) مروج الذهب ج 3 ص 8.
(٥١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 ... » »»
الفهرست