فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ» فلما قالها قال معاوية: إجلس، فلم يزل ضرماً على عمرو وقال: هذا من رأيك. ولحق الحسن عليه السّلام بالمدينة» «1».
قال المسعودي: «ثم قال في كلامه ذلك: يا أهل الكوفة، لو لم تذهل نفسي عنكم إلّالثلاث خصال، لذهلت، مقتلكم لأبي، وسلبكم ثقلي، وطعنكم في بطني» «2».
وقال الخوارزمي: «وروي أن معاوية نظر إلى الحسن بن علي وهو بالمدينة وقد احتف به خلق من قريش يعظمونه فتداخله حسد، فدعا أبا الأسود الدؤلي والضحاك بن قيس الفهري فشاورهما في أمر الحسن والذي يهم به من الكلام، فقال له أبو الأسود: رأي أمير المؤمنين أفضل وأرى ألا يفعل فإن أمير المومنين لن يقول فيه قولًا إلّاأنزله سامعوه منه به حسداً ورفعوا به صعداً، والحسن- يا أمير المؤمنين- معتدل شبابه أحضر ما هو كائن جوابه فأخاف أن يرد عليك كلامك بنوافذ تردع سهامك، فيقرع بذلك ظنونك ويبدي به عيوبك، فإذن كلامك فيه صار له فضلًا وعليك كلّاً، إلّاأن تكون تعرف له عيبا في أدب أو وقيعة في حسب وأنه لهو المهذب قد اصبح من صريح العرب في عز لبابها وكريم محتدها