إلى أن قال أبو سعيد: انه عليه السّلام قال في خطبته: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب، أنا ابن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنا ابن البشير أنا ابن النذير، أنا ابن السراج المنير، أنا ابن مزنة السماء، أنا ابن من بعث رحمةً للعالمين، أنا ابن من بعث الى الجن والانس أنا ابن من قاتلت معه الملائكة، أنا ابن من جعلت له الأرض مسجداً وطهوراً، أنا ابن من أذهب اللَّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، أنا ابن من كان مستجاب الدعوة، أنا ابن الشفيع المطاع أنا ابن أول من تنشق عنه الأرض ومن يقرع باب الجنة، أنا ابن أول من ينفض التراب عن رأسه، أنا ابن من رضاه رضا الرحمان وسخطه سخط الرحمان، أنا ابن من لا يسامى كرماً. فقال معاوية: حسبك يا أبا محمّد، ما أعرفناه بفضل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: يا معاوية، ان الخليفة من سار بسيرة رسول اللَّه وعمل بطاعته، وليس الخليفة من دان بالجور وعطل السنن واتخذ الدنيا أماً وأباً» «١».
قال الطبري: «كان عمرو بن العاص حين اجتمعوا بالكوفة قد كلّم معاوية وأمره أن يأمر الحسن أن يقوم ويخطب الناس، فكره ذلك معاوية وقال: ما تريد إلا أن يخطب الناس، فقال عمرو: لكني أريد أن يبدو عيّه للناس، فلم يزل عمرو بمعاوية حتى أطاعه، فخرج معاوية فخطب الناس ثم أمر رجلًا فنادى الحسن بن علي فقال: قم يا حسن فكلم الناس، فتشهد في بديهة أمر لم يرو فيه ثم قال: أما بعد، يا أيها الناس، فان اللَّه قد هداكم بأولنا وحقن دمائكم بآخرنا، وان لهذا الأمر مدة والدنيا دول، وان اللَّه تعالى قال لنبيه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ