قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٣ - الصفحة ٥٦٠
إليه، قال: فغدوت معهما، فاستأذن أبو سعيد فأذن له فدخل، ثم استأذن لعبد اللَّه فلم يزل به حتى أذن له، فلما دخل قال أبو سعيد: يا ابن رسول اللَّه انك لما مررت بنا أمس، فأخبره بالذي كان من قول عبد اللَّه بن عمرو فقال حسين: أعلمت يا عبد اللَّه أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قال: اي ورب الكعبة. قال: فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين ...» «١».
روى الهيثمي باسناده عن زيد بن أرقم، قال: «لما أتي ابن زياد برأس الحسين فجعل يجعل قضيباً في يده في عينه وأنفه، فقال زيد بن ارقم: ارفع القضيب، قال له: لم؟ رأيت فم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في موضعه» «٢».
كرم الحسين
قال الخوارزمي: «قال الحسن البصري: كان الحسين بن علي سيّداً زاهداً ورعاً صالحاً ناصحاً حسن الخلق، فذهب ذات يوم مع أصحابه إلى بستانه، وكان في ذلك البستان غلام له اسمه صافي، فلما قرب من البستان رأى الغلام قاعداً يأكل خبزاً، فنظر الحسين إليه وجلس عند نخلة مستتراً لا يراه وكان يرفع الرغيف فيرمي بنصفه إلى الكلب ويأكل نصفه الآخر، فتعجب الحسين من فعل الغلام، فلما فرغ من أكله قال: الحمد للَّه رب العالمين، اللهم اغفرلي، واغفر لسيدي وبارك له كما باركت على أبويه برحمتك يا أرحم الراحمين. فقام الحسين وقال: يا صافي، فقام الغلام فزعاً وقال: يا سيدي وسيد المؤمنين اني ما رأيتك فاعف عني. فقال الحسين: اجعلني في حلّ يا صافي لأني دخلت بستانك بغير اذنك، فقال صافي:

(٥٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 555 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 ... » »»
الفهرست