رنقاً وسقاكم علقاً وأذل رقابكم وأشرقكم بريقكم فلستم بملومين على بغضه، وأيم اللَّه لاترى أمة محمّد خفضاً ما كانت سادتهم وقادتهم بني أمية، ولقد وجه اللَّه اليكم فتنة لن تصدروا عنها حتى تهلكوا لطاعتكم طواغيتكم وانضوائكم إلى شياطينكم، فعند اللَّه أحتسب ما مضى وما ينتظر من سوء دعتكم وحيف حكمكم، ثم قال: يا أهل الكوفة، لقد فارقكم بالأمس سهم من مرامي اللَّه صائبٌ على أعداء اللَّه نكال على فجار قريش، لم يزل آخذاً بحناجرها جاثماً على انفاسها، ليس بالملومة في أمر اللَّه ولا بالسروقة لمال اللَّه ولا بالفروقة في حرب اعداء اللَّه أعطى الكتاب خواتمه وعزائمه دعاه فأجابه وقاده فاتبعه لا تأخذه في اللَّه لومة لائم، فصلوات اللَّه عليه ورحمته، ثم نزل، فقال معاوية: أخطأ عجل أو كاد وأصاب متثبت أو كاد. ماذا أردت من خطبة الحسن» «١».
وروى أبو الفرج بأسناده عن إسماعيل بن عبد الرحمان: «أن معاوية أمر الحسن أن يخطب لما سلم الأمر إليه وظن أن سيحصر، فقال في خطبته إنما الخليفة من سار بكتاب اللَّه وسنة نبيه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وليس الخليفة من سار بالجور، ذلك ملك ملك ملكاً يمتّع به قليلًا ثم تنقطع لذته وتبقى تبعته «وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ» «2» قال: وانصرف الحسن عليه السّلام إلى المدينة فأقام بها. وأراد معاوية البيعة لإبنه يزيد، فلم يكن شي ء أثقل من أمر الحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص، وفدسّ اليهما سماً فماتا منه» «3».
وروى محب الدين الطبري بأسناده أن معاوية قال له: «قم فاخطب الناس