السّلام وقد سمعوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول لعلى عليه السّلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة فلا نبي بعدي، وقد هرب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من قومه وهو يدعوهم إلى اللَّه حتى فر إلى الغار، ولو وجد أعواناً ما هرب منهم، ولو وجدت أنا أعواناً ما بايعتك يا معاوية، وقد جعل اللَّه هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه لما لم يجد أعواناً عليهم، وكذلك أنا وأبي في سعة من اللَّه حين تركتنا الأمة وبايعت غيرنا ولم نجد أعوانا، وانما هي السنن والأمثال يتبع بعضها بعضاً، أيها الناس، انكم لو التمستم فيما بين المشرق والمغرب رجلًا لم تجدوا رجلًا من ولد نبي غيري وغير أخي» «1».
وروى الحراني: «قال معاوية للحسن بعد الصلح: اذكر فضلنا، فحمد اللَّه وأثنى عليه وصلى على محمّد النبي وآله، ثم قال: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن رسول اللَّه، أنا ابن البشير النذير، أنا ابن المصطفى بالرسالة، أنا ابن من صلت عليه الملائكة، أنا ابن من شرفت به الأمة، أنا ابن من كان جبرئيل السفير من اللَّه اليه، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين، فلم يقدر معاوية أن يكتم عداوته وحسده، فقال: يا حسن عليك بالرطب فانعته لنا، قال: نعم يا معاوية، الريح تلقحه والشمس تنفحه والقمر يلونه والحر ينضجه والليل يبرده، ثم أقبل على منطقه فقال: أنا ابن المستجاب الدعوة أنا ابن من كان من ربه كقاب قوسين أو ادنى، أنا ابن الشفيع المطاع أنا ابن مكة ومنى أنا ابن من خضعت له قريش رغماً، أنا ابن من سعد تابعه وشقي خاذله، أنا ابن من جعلت الأرض له طهوراً ومسجداً، أنا ابن من كانت أخبار السماء اليه تترى، أنا ابن من أذهب اللَّه