قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٣ - الصفحة ٥٧٧
وقال: «وذكر شيخ الإسلام الحاكم الجشمي أن أميرالمؤمنين علياً لما سار إلى صفين نزل بكربلا، وقال لابن عباس: أتدري ما هذه البقعة؟ قال: لا قال: لو عرفتها لبكيت بكائي، ثم بكى بكاء شديداً، ثم قال: ما لي ولآل أبي سفيان. ثم التفت إلى الحسين، وقال: صبراً يا بني، فقد لقي أبوك منهم مثل الذي تلقى بعده» «١».
مسير الحسين من المدينة إلى مكة ومنها إلى كربلاء
روى المجلسي بإسناده عن عبداللَّه بن منصور، وكان رضيعاً لبعض ولد زيد ابن عليّ قال: «سألت جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين فقلت: حدثني عن مقتل ابن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله، فقال: حدثني أبي عن أبيه عليهما السلام قال:
لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابنه يزيد لعنه اللَّه فأجلسه بين يديه فقال له: يا بني اني قد ذللّت لك الرقاب الصعاب ووطدت لك البلاد وجعلت الملك وما فيه لك طعمة، واني أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم وهم: عبداللَّه بن عمر بن الخطاب، وعبد اللَّه بن الزبير، والحسين بن علي.
فأما عبد اللَّه بن عمر فهو معك فالزمه ولا تدعه، وأما عبداللَّه بن الزبير فقطعه ان ظفرت به إرباً إرباً، فانه يجثو لك كما يجثو الأسد لفريسته ويواربك مؤاربة الثعلب للكلب.
وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول اللَّه، وهو من لحم رسول اللَّه ودمه، وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يخذلونه ويضيعونه، فان

(1) مقتل الحسين ج 1 ص 161 وص 162.
(٥٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 582 ... » »»
الفهرست