قال الحلبي: «ولعلّ طلب إرثها من فدك كان منها بعد أن ادّعت أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أعطاها فدكاً، وقال لها أبو بكر: هل لك بيّنة؟ فشهد لها علي كرم اللَّه وجهه وأمّ أيمن، فقال لها أبرجلٍ وامرأة تستحقّيها؟» «١».
قال السّيد المرتضى: «انّ الكلام في النحل كان المتقدّم ظاهراً، والرّوايات كلّها به واردة ... لأنها في الابتداء طالبت بالنحل، وهو الوجه الذي تستحق فدك منه، فلما دفعت عنه طالبت ضرورة بالميراث، لأن للمدفوع عن حقّه أن يتوصّل إلى تناوله بكلّ وجه وسبب» «٢».
أ- دعوى النحلة:
قال اللَّه تعالى: «وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ* مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ...» «3».ما دلّ على انّ فدكاً «4» كانت لرسول اللَّه خاصّة:
قال عمر في حديث: «انّ اللَّه عزّوجل قد خصّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه