قال السيد شهاب الدين أحمد: «وروي أن الحسن- رضي اللَّه تعالى عنه- كان يصعد المنبر بعد وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ويتكلم على الناس وكان كلامه شبيهاً بكلام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فكان الصحابة يجتمعون إليه لا ستماع كلامه فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السّلام فأتاه بحيث لا يراه ليستمع كلامه أيضاً. فقال الحسن عليه السّلام: كل لساني وعسر بياني كأن علياً يراني» «1».
وروى الصدوق بأسناده «قال علي للحسن يا حسن: قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي، فيقولون: ان الحسن بن علي لا يحسن شيئاً، قال الحسن عليه السّلام: يا أبه كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى، قال له: بأبي وأمي أواري نفسي عنك وأسمع وأرى وأنت لا تراني فصعد الحسن عليه السّلام المنبر، فحمد اللَّه بمحامد بليغة شريفة وصلى على النبي موجزة، ثم قال: أيها الناس سمعت جدّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها وهل تدخل المدينة إلّامن بابها، ثم نزل فوثب إليه علي عليه السّلام فحمله وضمه إلى صدره، ثم قال للحسين عليه السّلام يا بني قم فاصعد المنبر وتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي، فيقولون: ان الحسين بن علي لا يبصر شيئاً، وليكن كلامك تبعاً لكلام أخيك، فصعد الحسين عليه السّلام المنبر فحمد اللَّه واثنى عليه وصلى على نبيه صلاة موجزة ثم قال: معاشر الناس، سمعت جدي رسول اللَّه وهو يقول ان علياً هو مدينة هدى فمن دخلها نجى ومن تخلف عنها هلك، فوثب إليه علي فضمه إلى صدره وقبله، ثم قال معاشر الناس،