الباب الرابع والثلاثون: على و أياديه على الناس
عليٌ وكرمه
روى البلاذري عن أبي هريرة قال: «جعت فلما صليت المغرب عرضت لأبي بكر فجعلت استقريه وما أريد بذلك الّا أن يدخلني بيته فيعشيني، فلما بلغ الباب أرسل يدي ودخل، فعرضت لعمر ففعلت مثل ذلك، ففعل بي كما فعل أبو بكر، ثم أتيت علياً فاستقرأته، فلما بلغ الباب قال: لو دخلت يا أبا هريرة فتعشيت، فدخلت، فقال علي: يا فاطمة عشي أبا هريرة، فجاءت بحروقة فأكلتها، ثمّ جاءت بشربة سويق فشربتها، وبلغ ذلك عمر فقال: لأن كنت وليت منه ما ولّى علي كان احبّ الي من حمر النعم، أو قال: كان أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس» «1».وروى ابن أبي الحديد عن عبد اللَّه بن الحسين بن الحسن، قال: «أعتق علي عليه السلام في حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الف مملوك مما مجلت [عملت ] يداه وعرق جبينه، ولقد ولي الخلافة وأتته الأموال فما كان حلواه الّا التمر ولا ثيابه الّا الكرابيس» «2».
وروى المتّقي بأسناده عن عليّ عليه السلام قال: «قيل له: ما السخاء؟