قال الزمخشري: «أمر الحسن بن علي لرجل من جيرانه بألف درهم، فقال:
جزاك اللَّه خيراً يا ابن رسول اللَّه، فقال: ما أراك ابقيت لنا من المكافأة شيئاً» «٢».
قال السيد شهاب الدين أحمد: «وروي أن رجلًا دفع إليه رقعةً في حاجةٍ، فقال له قبل أن ينظر في رقعته حاجتك مقضية، فقيل له: يا ابن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نظرت في رقعته ثم رددت الجواب على قدر ذلك فقال: أخشى أن يسألني اللَّه تعالى عن ذلّ مقامه بين يدي حتى أقرأ رقعته» «٣».
عبادة الحسن بن علي
روى الصدوق باسناده عن المفضل بن عمر، قال: «قال الصادق عليه السّلام حدثني أبي عن أبيه أن الحسن بن علي بن أبي طالب كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم وكان إذا حج حج ماشياً وربما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على اللَّه تعالى ذكره شهق شهقةً يغشى عليه منها، وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عزّوجل، وكان إذا ذكر