عليه وآله وسلّم خيمة خالتي أم معبد، فقام من رقدته فدعى بماءٍ فغسل يديه، ثم تمضمض وبخّ في عوسجة الى جانب الخيمة فأصبحنا وهي كأعظم دوحة، وجاءت بثمرٍ كأعظم ما يكون في لون الورس ورائحة العنبر وطعم شهد، ما أكل منها جائع الّا شبع، ولا ظمآن الّا روي، ولا سقيم الّا برى ء، ولا أكل منها بعير ولا شاة الّا درّ لبنها، فكنّا نسميها المباركة، ويأتينا من البوادي من يستشفي بها ويتزّود منها، حتى أصبحنا ذات يوم وقد تساقط ثمرها وصفر ورقها، ففزعنا فما راعنا الّا نعي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم إنها بعد ثلاثين سنة أصبحت ذات شوك من أسفلها الى اعلاها وتساقط ثمرها وذهبت نضرتها فما شعرنا الّا بمقتل أميرالمؤمنين علي رضي اللَّه تعالى عنه فما أثمرت بعد ذلك فكنا ننتفع بورقها، ثم أصبحنا وقد نبع من ساقها دم عبيط وقد ذبل ورقها فبينما نحن فزعين مهمومين إذ أتانا خبر مقتل الحسين رضي اللَّه تعالى عنه، ويبست الشجرة على أثر ذلك وذهبت، والعجب كيف لم يشتهر أمر هذه الشجرة كما شهر أمر الشاة في قصة هي من أعلام القصص» «١».
عقوبة قاتلي الحسين
روى الخوارزمي بإسناده عن أمير المؤمنين قال: «قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ان قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار، وقد شدّ يداه ورجلاه بسلاسل من نار ينكس في الناس، حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم عزّوجل من شدة نتنها وهو فيها خالد، ذائق