عليٌ وزهده في ملبسه
ومن كلامٍ له عليه السلام: «ولقد كان في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كافٍ لك في الأسوة، ودليل على ذمّ الدنيا وعيبها وكثرة مخازيها ومساويها، اذ قبضت عنهُ أطرافها ووطئت لغيره اكنافها وفطم عن رضاعها وزوي عن زخارفها» «1».وروى المجلسي باسناده عن الصادق جعفر بن محمّد عليه السلام قال:
«جاء رجل الى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد بلي ثوبه، فحمل اليه اثني عشر درهماً، فقال: يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوباً البسه، قال علي عليه السلام: فجئت الى السّوق فاشتريت له قميصاً باثني عشر درهماً وجئت به إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فنظر إليه فقال: يا علي غير هذا أحبّ إلي، أترى صاحبه يقيلنا؟ فقلت: لا ادري، فقال: أنظر، فجئت إلى صاحبه فقلت: انّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قد كره هذا يريد ثوباً دونه فأقلنا فيه، فردّ عليّ الدراهم وجئت به الى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصاً، فنظر الى جارية قاعدة على الطريق تبكي فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ما شأنك؟ فقالت: يا رسول اللَّه انّ أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت فلا أجسر أن أرجع اليهم، فأعطاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أربعة دراهم وقال: ارجعي إلى اهلك، ومضى