قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٣ - الصفحة ٥٦٩
الركوع والسجود، زاهداً في الدنيا زهد الراحل عنها، ناظراً إليها بعين المستوحشين عنها» «١».
إخبار النبي بقتل الحسين ويوم قتله ومحل دفنه
روى ابن عساكر بإسناده عن شداد أبي عمّار، قال: «قالت أم الفضل بنت الحرث زوجة العباس بن عبد المطلب: يا رسول اللَّه رأيت رؤيا أعظمك أن أذكرها لك! قال: اذكريها قالت: رايت كأن بضعة منك قطعت فوضعت في حجري! فقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: ان فاطمة حبلى تلد غلاماً أسميه حسيناً وتضعه في حجرك، قالت: فولدت فاطمة حسيناً فكان في حجري أربيه فدخل علي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوماً وحسين معي فأخذه يلاعبه ساعة، ثم ذرفت عيناه! فقلت: يا رسول اللَّه ما يبكيك؟ فقال هذا جبرئيل يخبرني أن أمتي تقتل ابني هذا» «2».
وروى الخوارزمي بإسناده عنها «حين أدخلت حسيناً على رسول اللَّه فأخذه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وبكى وأخبرها بقتله إلى أن قال: ثم هبط جبرئيل في قبيل من الملائكة قد نشروا أجنحتهم يبكون حزناً على الحسين، وجبرئيل معه قبضة من تربة الحسين تفوح مسكاً إذفر. فدفعها إلى النبي وقال: يا حبيب اللَّه هذه تربة ولدك الحسين بن فاطمة، وسيقتله اللعناء بأرض كربلا. فقال النبي: حبيبي جبرئيل، وهل تفلح أمة تقتل فرخي وفرخ ابنتي؟ فقال جبرئيل: لا، بل يضربهم

(1) من فقرات زيارة الناحية المقدسة، وفي دعائه عليه السّلام يوم عرفة، المشحون بعبارات التوحيد والإخلاص، ودروس التزكية والتهذيب، والطافح ذلًا وعبودية للَّه تعالى، نموذج سامٍ من العبادة والابتهال.
(2) ترجمة الحسين من تاريخ دمشق ص 182، رقم 231، ورواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 176، والخوارزمي في مقتل الحسين، ج 1، ص 159 والسيوطي في الخصائص ج 2، ص 449 مع فرق يسير.
(٥٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 ... » »»
الفهرست