على محمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» «1» «2».
وروى الصدوق بأسناده عن عبد الرحمان بن جندب عن أبيه وغيره: «أن الناس أتوا الحسن بن علي بعد وفاة عليه السّلام ليبايعوه فقال: الحمد للَّه على ما قضى من أمر وخص من فضل وعم من أمر وجلل من عافية، حمداً يتمم به علينا نعمه ونستوجب به رضوانه، ان الدنيا دار بلاءٍ وفتنةٍ وكل ما فيها إلى زوال، وقد نبأنا اللَّه عنها كيما نعتبر، فقدم الينا بالوعيد كي لا يكون لنا حجة بعد الإنذار فازهدوا فيما يفنى، وارغبوا فيما يبقى، وخافوا اللَّه في السر والعلانية ان علياً عليه السّلام في المحيا والممات والمبعث عاش بقدرٍ ومات بأجل واني أبايعكم على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت فبايعوه على ذلك» «3».
قال ابن أبي الحديد: «روى أبو الحسن المدائني، قال: سأل معاوية الحسن ابن علي بعد الصلح أن يخطب الناس، فامتنع فناشده أن يفعل، فوضع له كرسي فجلس عليه، ثم قال: الحمد للَّه الذي توحد في ملكه وتفرد في ربوبيته، يؤتي الملك من يشاء وينزعه عمن يشاء، والحمد للَّه الذي أكرم بنا مؤمنكم وأخرج من الشرك أولكم وحقن دماء اخركم، فبلاؤنا عندكم قديماً وحديثاً احسن البلاء ان شكرتم أو كفرتم، أيها الناس ان رب علي كان أعلم بعلي حين قبضه إليه، ولقد اختصه بفضل لم تعتدوا مثله ولم تجدوا مثل سابقته، فهيهات هيهات طالماً قلبتم له الأمور حتى أعلاه اللَّه عليكم وهو صاحبكم وعدوكم في بدر واخواتها، جرعكم