المنبر وهو يقول: لتخضبّن هذه من هذه- أشار بيده إلى لحيته وجبينه- فما يحبس أشقاها؟ قال: فقلت: لقد ادّعى علي علم الغيب، فلما قتل علمت انه قد كان عهد إليه» «1».
وروى باسناده عن جابر بن سمرة قال: «قال رسول اللَّه: من أشقى ثمود؟
قالوا: عاقر الناقة، قال: فمن أشقى هذه الأمّة؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال:
قاتلك يا علّي» «2».
وروى بأسناده عن أبي نصير قال: «كنّا جلوساً حول سيدنا الأشعث بن قيس اذ جاء رجل بيده عنزة فلم نعرفه وعرفه قال: أنت أميرالمؤمنين؟ قال: نعم، قال: تخرج هذه الساعة وأنت رجل محارب؟ قال: انّ عليّ من اللَّه جنّة حصينة فإذا جاء القدر لم يغن شيئاً. انّه ليس من الناس أحد الّا وقد وكل به ملك ولا تريده دابة ولا شي ء الّا قال له: اتّقه اتقه، فإذا جاء القدر خلّى عنه» «3».
وروى بأسناده عن يعلى بن مرّة قال: «ائتمرنا ان نحرس عليّاً رضي اللَّه عنه كل ليلة منّا عشرة، قال: فخرجنا ومعنا السلاح وجاء علي وصلى كما كان يصلّي، ثمّ أتانا فقال: ما شأن السلاح؟ قال: قلنا: ائتمرنا بأن نحرسك كل ليلة منا عشرة قال: من أهل السّماء أو من أهل الأرض؟ قلنا: نحن أهون- أو أضعف أو أصغر أو كلمة نحو ذلك- أن نحرسك من أهل السماء، قال: ان أهل الأرض لا يعملون بعمل حتى يقضى في السماء، وان علّي لجنّةً حصينة إلى يومي، وذكر انّه لا يذوق عبد او لا يجد عبد حلاوة الايمان- أو طعم الايمان- حتى يستيقن يقيناً غير ظان أن ما اصابه