فقال: ما كان منه ابتداء، فامّا ما كان عن مسألة فحياء وتكرّم» «١».
وروى بأسناده عن ابن عائشة قال: «وقف سائل على أميرالمؤمنين عليه السلام فقال للحسن أو الحسين: إذهب إلى أمّك فقل لها تركت عندك ستة دراهم فهات منها درهماً، فذهب ثمّ رجع فقال: قالت: انّما تركت ستة دراهم للدّقيق فقال عليّ: لا يصدق ايمان عبد حتى يكون بما في يد اللَّه أوثق منه بما في يده، قل لها ابعثي بالستة دراهم فبعثت بها إليه فدفعها إلى السائل، قال: فما حلّ حبوته حتّى مرّ به رجل معه جمل يبيعه فقال علي بكم الجمل؟ قال: بمائة وأربعين درهماً، فقال عليّ:
اعقله على أنا نؤخرك بثمنه شيئاً فعقله الرجل ومضى ثمّ اقبل رجل فقال: لمن هذا البعير فقال علي: لي فقال: أتبيعه؟ قال: نعم قال: بكم؟ قال: بمائتي درهم قال: قد ابتعته، قال: فأخذ البعير واعطاه المأتين فاعطى الرّجل الّذي أراد أن يؤخّره مائة وأربعين درهماً، وجاء بستين درهماً إلى فاطمة فقالت: ما هذا؟ قال: هذا ما وعدنا اللَّه على لسان نبيه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «٢»:«مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا»» «3».
وروى الوصابي باسناده عن أبي سعيد قال: «قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي جزاك اللَّه خيراً والاسلام، فك اللَّه رهانك كما فككت رهان أخيك، ليس من عبد يموت وعليه دين الّا وهو مرتهن بدينه، فمن فكّ رهان ميّت فكّ اللَّه رهانه في الآخرة» «4».