تعطي جنينها كل ما يحتاجه ولو هزيلة شاحبة تعاني من فقر الدم ولين العظام.. وتسوس الأسنان.. وهبوط القلب.. وهي التي تمنع عنه كل أذى.. ولا تسمح للميكروبات بالدخول إليه بواسطة ذلك الحاجز المنيع المسمى المشيمة.. ثم هي بعد ذلك تعطيه الغذاء مهضوما جاهزا وتعطيه الأوكسجين.. وتأخذ منه السموم مثل البولينا وثاني أوكسيد الكربون..
تأخذها منه راضية فرحة لتطردها بدلا عنه.. وتعطيه كذلك مواد المناعة حتى إذا خرج إلى الدنيا خرج إليها بجهاز يستطيع أن يقاوم الأمراض والميكروبات المحيطة به..
الا تستحق بعد ذلك أن يبرها ويكرمها ويجلها.. بلى * (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا.. إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما.. وقل لهما قولا كريما.. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) *.
* (ان اشكر لي ولوالديك إلي المصير) *.
* (ووصينا الانسان بوالديه إحسانا.. حملته أمه كرها ووضعته كرها) * * (ووصينا الانسان بوالديه.. حملته أمه وهنا على وهن.. وفصاله في عامين) *.
والرسول الكريم يقول للسائل " من أحق الناس بحسن صحبتي يا رسول الله "؟.
" قال أمك " قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال أبوك ثم أدناك فأدناك ". أخرجه الشيخان والنسائي وأحمد والحاكم وأبو داود.
وقال للذي حمل أمه على ظهره وأخذ يطوف بها بالبيت وهي على ظهره: هل قضيت حقها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ولا بزفرة واحدة ".
فهذا المقام العظيم للأمومة وجعل الجنة تحت أقدامها.. يعوض هذا التعب