العالم والقنطريون وعلى دواء شريف له نفع وفضل وهو جبلي له ساق مربع وأصل إلى السواد والحمرة وأوراق كالشيح والرازيانج حلو حاد طيب الرائحة له أقماع كالحاشا وسهلي أعرض أوراقا من الأول وأطول وأكثر زغبا كأنها ألسنة الحيوان وله زهر أصفر يخلف ثمرا إلى استدارة داخله بزر كالبنج الأحمر يدرك بشمس الأسد وهو حار يابس في الثالثة قابض فيه شدة وقوة يحبس الدم وينقى الصدر والمواد الفاسدة ويذهب الطحال واليرقان وعسر النفس وإن غسل به البدن شد استرخاءه وجفف رطوباته الفاسدة وأزال الأورام والجبلي ينضج اللحم والآخر يجمعه وكل منهما يلحم الجراح ويزيل الحكة والجرب طلاء والباسور شربا ويحلل الرياح ويمشى الأطفال طلاء وشربا وهو يضر الكلى وتصلحه الكثيرا وشربته إلى ثلاثة وبدله القنطريون [سميقلس] كذا ذكره القدماء وقالوا إنه شجر يشبه الطرفا له زهر أبيض وثمره كالحمص إلى الحمرة حار يابس لم يعلم له نفع وإنما النوم تحته يجلب الموت فجأة وذكروه للاحتراز، وحكى لي شخص أنه رأى بالهند شجرا طوالا عراض الأوراق إذا مكث أحد تحته ورم بدنه ورما شديدا وحصل له سبات كبير ولم يعرف اسمه ولعله هذا [سماني] أكثر المتقدمين على أنه السلوى، وقيل السلوى أقصر رجلين وأطول جناحين وعلى كل حال فهما كالعصافير لكنهما أكبر يسيرا والسمانى طير خريفي يكثر حيث يكثر الزيتون ويدرك على الأرض كثيرا ويجبن من الصوت وهو حار في الثانية معتدل أو يابس في الأولى يغذى جيدا ويخصب ويهيج شاهية النساء ودمه يقلع الآثار طلاء والبياض كحلا ولحمه إذا أكل أذهب قساوة القلب بالخاصية وكذا قلبه ويفتت الحصى ويدر البول وروثه يجلو الكلف والنمش وهو بطئ الهضم مصدع وتصلحه الابازير وإذا شق ووضع على النهوش جذب السم إليه وبيضه إذا لحسته الأطفال تكلمت قبل وقتها وأورث الفصاحة وريشه إذا بخر به أذهب الحميات [سمك] يطلق على كل ما تولد في البحر أولا ثم على ما لا يعيش في غير الماء وهو أعرف من الأول وينقسم بالاطلاقين إلى أنواع كثيرة: منها ماله اسم مخصوص لا يعرف إلا به كالتمساح والقرش وهذه تأتى في أماكنها وأما الآن فمتى أطلق السمك فالمراد منه أنواع مخصوصة ويختلف كبرا وماء وزمنا وغذاء ونحوها وأجوده الأبيض المنقط بالصفار وفوق ظهره بقع خضر وأن يكون مغلسا صغيرا في ماء عذب دائم الجريان يغتذى بالنبات الطيب الرائحة والطعم لا نحو دفلى وبنج المأكول من يومه الذي لم يربط حال خروجه من الماء ولم يمنع من الاضطراب ولم يذبح وما خالف هذه الشروط فردئ بحسب فحش الخلاف وقلته وألطف أنواعه الشبوط المعروف في مصر بالبوري ثم البني ثم الاليرك المعروف في مصر بالقشر ثم القشوة وأجوده الأملس الجري المعروف في مصر بالقرموط ثم المار ما هي المعروف في مصر بالانكليس والحيات والسمك النهري بارد في الثانية والبحري في الأولى رطب في أول الثانية أو لم يبلغها يسمن ويعدل الاخلاط الحارة وينفع من الاستسقاء وقصبة الرئة والسل والقرحة والسعال اليابس وضعف الكلى، والمارماهي والجري من المفاصل وأوجاع الظهر والركب واختلاف الدم والزحير وكله يهيج الباه في المحرور وبالشراب والبصل يولد دما كثيرا ومرارة الشبوط تقلع البياض وبيضه الذي فيه المعروف في مصر بالبطارخ يزيل خشونة الصدر والسعال والزحير والمغص الحار وإن ملح قطع البلغم وأزال اليرقان والمقدد الشهير بالفسيخ ردئ يولد السدد والقولنج والحصى والبلغم الجصي وربما أوقع في الحميات الربعية والسل ويهزل والمملوح إن كان قريب العهد فليغسل ويقلى فإنه حينئذ شهى يقطع البلغم ويعدل المبرودين وربما فتح السدد وإن بعد عهده بأن جاوز خمسة عشر يوما من صيده ولد الاستسقاء
(١٩٩)