أو بلغ فجرح فان طال فقرح أو في العضل طولا ففسخ ورض وفى العصبي فزر أو عرضا في العضل هنك والعصب شق أو في الوتر فبتر بالمثناة أو في الأربطة فباثق بالمثلثة وفى العظم كسر إن تشظى وإلا فخلع وهذه الأسباب هي ما تكون أولا كالامتلاء فيعرض عليه أمر كالعفن فيتولد منه آخر كالحمى فالأول سبب والثاني عرض والثالث مرض ويجوز انعكاس كل إلى الآخر قال فاضل الأطباء جالينوس وقد تترقى إلى مراتب ستة ولن تعدوها فان تناول لحم البقر سبب والامتلاء ثان والتعفين ثالث والحمى رابع والسل خامس والقرحة سادس وهكذا.
(فصل) ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم وقد بينا لك أنها أمور طبيعية فمنها الذكورة وسببها فرط الحرارة سنا ومادة والبرد منها زمنا وبلدا ليحقن الهواء الحرارة في الداخل وميل المنى إلى الأيمن والأنوثة بالعكس كذا قرروه ومن هنا حكمنا أن الروم أسخن أرحاما والزنجيات أبرد والحبشة أعدل وهذا الامر لازم بالحقيقة، ومنها السحنة فالقضافة برد ويبس إن تكرج الجلد وإلا فحر والسمن برد ورطوبة إن نعم ولان وإلا فحر. ومنها الألوان فالبياض برد ورطوبة وعكسه والأصفر والأحمر حر ورطوبة وعكسه الأسود وقس على هذه البسائط ما تركب. وكالألوان الشعور هذا كله في خط الاستواء لتساوى الفصول الثمانية فيه، والإقليم الرابع لقربه من العدل وأما في غيرهما فلا دليل للون ولا سحنة لفرط حر الزنج وبرد الصقالبة وإلا لكان كل رومي بلغميا وليس بصحيح. ومنها الأسنان وأصولها أربعة: الصبا ومزاجه الحرارة والرطوبة وتطلق على الزمن المحتمل للنمو، وهو من أول الولادة إلى ثمان وعشرين سنة وأولها الصبوة فالنهوض فالحداثة فالغلامية فالمراهقة فسن التبقيل. والشبان ومزاجهم الحرارة واليبس إلا أن حرارتهم في الأصح أقوى من الصبيان ودخانيتهم أكثر ويسمى سن الوقوف وهو من آخر الصبوة إلى تمام الأربعين في الأصح قال المعلم وبتمامها يتم العقل والحزم وحسن الرأي ومنها إلى الستين سن الكهولة ومزاجها البرد واليبس وفيها يأخذ البدن في الانحطاط الخفى. ومنها إلى آخر العمر سن الشيخوخة ومزاجها البرد والرطوبة الغريبة وفيها يظهر الانحطاط.
* (فصل) * ومما يجرى مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعين الصحة والمرض والحالة المتوسطة.
فالصحة حالة بدنية بها يجرى البدن وأفعاله على المجرى الطبيعي قال الفاضل أبو الفرج ينبغي أن يزاد في هذا التعريف بالذات ليخرج السبب، قال ولا ينبغي أن ترسم بأنها سلامة الافعال ولا صدورها صحيحة وإلا لكان العرض مرضا ونحو النائم مريض وفى هذا نظر لجواز أن يكون العرض مرضا فلا محظور في هذا اللازم ولان المراد بصدور الافعال أعم من أن يكون بالفعل أو بالقوة.
وتنقسم الصحة إلى كاملة وهى صحة سائر الأحوال والأزمان والأمزجة والتركيب والاتصال، وناقصة وهى ما حطت عن الأولى ولو في مرتبة كمن يمرض شتاء فقط أو في الروم والمرض ويرسم عدميا بأنه عكس الصحة ووجوديا بأنه حالة تجرى معها الافعال على خلاف المجرى الطبيعي ووهم الفاضل أبو الفرج حيث قال تجرى بها الافعال لان المرض ليس علة للأفعال بخلاف الصحة وقد علمت أقسام المرض في الأسباب، وأما تسمية أنواعه فقد تكون باسم المحل كتسمية الحال في البسيط متشابه الاجزاء أو بالنسبة إلى الموضع كذات الرئة أو إلى الحيوان الذي تعتريه كثيرا كداء الثعلب أو أن المبتلى به يصير كحيوان معلوم كداء الأسد فان وجه صاحبه يكون كوجه السبع أو إلى البلد الذي يكثر فيها كالعرق المديني والقروح البلخية وقد علمت أسماء تفرق الاتصال ونقل الفاضل أبو الفرج أن بعض الأطباء عد تفرق الاتصال من أمراض الشكل ورده بأن التفرق قد يقع ولم يفسد