الثانية وفعل هذه تخطيط الماء وتشكيله بالقوة في الذكور والفعل في الإناث هكذا ينبغي أن يفهم وهاتان دمويتان وإلى خادمة وهى أربعة أيضا (ماسكة) تستولى على الغذاء لئلا ينساب فجأة (وهاضمة) تخلعه مدة المسك صورة اللحم والخبز مثلا وتلبسه صورة العضو؟ - ذا قرروه وليس عندي بمستقيم فان الملبسة للغذاء الصورة المذكورة هي الغاذية لا الهاضمة إذ الهاضمة إنما تفعل الكيلوس والكيموس (وجاذبة) إلى كل عضو ما يحتاج إليه (ودافعة) عندما يستغنى عنه وعظيم الفلاسفة المعلم الأول يرى أن هذا في كل عضو وهو الأصح وإن خالفه جالينوس وغالب حكماء النصارى لأنها لو كانت في بعض الأعضاء دون بعض لكان الخالي عنها إما مستغن عن الغذاء أو يأتيه غذاؤه بالخاصية أو بشئ آخر والتوالي بأسرها باطلة فكذا المقدم وبيان الملازمة أن الغذاء لا إرادة له ولا ينجذب بالطبع وإلا لزم أن يكون المنكس على رأسه لا يزدرد الطعام فبقى أن يكون بالقسر ولا قاسر سوى القوى ولا مضاعفة للقوى خلافا للمسيحي ومتابعيه وإذا تأملت هذه وجدت الخادم منها مطلقا الماسكة والمخدوم مطلقا المصورة والباقي يخدم بعضه بعضا ويخدم الكل بالكيفيات ذاتا بالحرارة وعرضا بضدها والرطوبة في الهاضمة أكثر والماسكة بالعكس (وإلى حيوانية) تفعل الحياة وتبقى وإن ذهب سواها في نحو مفلوج وفعلها الشهوة والنفرة وتنقسم في فعل الهواء كالطبيعية في الغذاء إلا فيما لا حاجة هنا إليه ومعنى فعلها ما ذكرنا من تهيئة الروح لقبول ذلك فتكون علة مادية فقط والحكيم يجعل هذه نفسية لأنها إما موصلة إلى الغاية فتكون كمالا أوليا لجسم طبيعي أو مهيئة فتكون قوة حيوانية أو ممددة للدماغ بما يصير قوى دراكة فتكون نفسا معدنية إن عدمت الإرادة مطلقا وإلا فنباتية إن عدمت الشعور وإلا فحيوانية، وأما الأطباء لما اعتبروا الفعل بلا شعور مع اختصاص التصريف بالغذاء جنسا مستقلا سموه قوة طبيعية وبالشعور والتعلق بالدماغ سموه شهوة نفسية وما بينهما حيوانية فلا جرم اضطروا إلى تثليث القسمة والثالثة النفسية ومادتها ما ينبعث عن القلب صاعدا للدماغ وعنه كمالها وهى جنس لما ميز به النوع الإنساني في جنسه وتنقسم إلى مدركة للكليات وهى النفس الناطقة كالعقل والجزئيات إما ظاهرا وهى السمع والبصر والشم والذوق واللمس وسيتلى عليك في التشريح تحريرها أو باطنا وهى أيضا خمسة لأنها إما أن تدرك الصور المشتركة من الخمس الظاهرة وهى نيطاسيا المعروفة بالحس المشترك وموضعها مقدم البطن الأول من الدماغ أو تخزن لتلك القوة وهى الخيال وموضعها مؤخره أو تدرك المعاني ساذجة وهى الواهمة وموضعها مؤخر البطن الثاني في الأصح أو تحفظ لها مدركاتها إلى الحاجة وهى الحافظة وموضعها مؤخر الثالث أو تدرك الصور والمعانى مع تصريف وتركيب وتحليل وهى المتصرفة وموضعها مقدم الثاني (وإلى محركة) باعثة للشهوة والغضب وفاعلة لنحو القبض والبسط فهذه هي أنواع القوى وأماكنها حسب ما يليق بهذه الصناعة ومن أراد استيفاءها فليقصد الحكميات (وسابعها) ما لهذه القوى من الغايات وتسمى الافعال وأنواعها كالقوى لان الهضم طبيعي والشهوة حيوانية والحكم نفسي وتكون من نوع فأكثر وكل إما مفرد يتم بقوة واحدة وهو كل ما تصعب مزاولته وتشق كالقئ فإنه بالدافعة فقط أو مركب وهو ما يتم بأكثر كازدراد الطعام فإنه بدافعة الفم وجاذبة المعدة ومن ثم يسهل فعله فهذه الأمور المجمع على أنها طبيعية وقيل الذكورة والأنوثة والسن منها وستأتى.
(فصل) وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة الصحة والمرض وحالة بينهما وهذه تتم بأمور تسمى الأسباب وهى إما مشتركة بين الثلاثة أو تخص جنسا منها