فلا توضع العصارات مع الأصول الأجنبية ولا الأوراق مع الثمار ولا الحب والورق وخير ما حفظ النبات إذا كان مقلوعا في أوانه مجففا من الرطوبة البالة والصموغ في أخشابها والعصارات كذلك أو في الرصاص والفضة ولا تجعل الأوراق في زجاج ولا المياه في نحاس (وأما التصعيد) فيقصد لتمييز اللطيف من الكثيف لينتفع بكل فيما هو لائق به والتقطير كذلك وهما يصلحان الطعم ويداوى بهما من عاف الدواء ولكن ينبغي الاستزادة منهما ليقوم الزائد مقام ما هدمته النار وتخلف من الجرم (وأما ادخارها) فيجب اختيارها له سليمة من الغش لئلا تتغير فتؤخذ المعادن في الاعتدال الأول وصحة الهواء وصفاء الجو وكل معدن تولد فيه غير نوعه فإن كان أعظم منه وأفضل نضيجا كما شوهد في بعض معادن الحديد من الفضة وجب استعماله لقوة طبيعته وصحتها وإلا اجتنب لما دل على أن الطبيعة عاجزة عن تكميل النوع وإحالة المواد إلى معدنها كالزنجار في النحاس، وقال قوم باجتناب المعدن المختلط وإن كان بأقوى منه والأصح ما سبق (وأما النبات) فسيأتي أوقات أخذه في المفردات وكذا اختياره وموضع ادخاره في الفلاحة (الثامن) في تقرير قولهم في الدرجة الأولى وكيفية استخراج الكيفية وقد أفرده الاجلاء بالتأليف وحاصل ما فيه أن الدواء المركب من العناصر إما أن لا يغير البدن إذا ورد عليه وهذا هو المعتدل أو يغيره فإما أن لا يحس بالتغيير فضل إحساس وهذا هو في الأولى أو يحس ولم يخرج عن المجرى الطبيعي ففي الثانية أو يخرج ولكن لا يبلغ أن يهلك ففي الثالثة أو يبلغ ففي الرابعة مثال الحار في الأولى مثل الحنطة وفى الثانية كالعسل والثالثة كالفلفل والرابعة كالبلادر وكذا البواقي ومعنى حكمنا على المفرد بكيفية في درجة أن فيه من أجزائها ما لو قوبل بالبواقي وتساقطا بقى من الاجزاء بعدد الدرجة المذكورة. وإيضاحه أن في الحار في الأولى ثلاثة أجزاء اثنان حاران وواحد بارد فإذا قابلت هذا البارد بواحد من الحارة وتساقطا بقى واحد حار فقلت في الأولى والذي في الثانية أربعة أجزاء واحد بارد يعادل بمثله فيبقى اثنان وهكذا أبدا وقد تجعل الدرجة في التحرير ثلاثة أجزاء ليكون مجموع الاجزاء مطابقا للفلك في البروج كما أن مجموع الدرج مطابق لقوى العناصر، فإذا قلنا عن الشئ في أول الأولى كحرارة البطيخ مثلا كان الباقي بعد التعادل ثلث جزء ومطلق الدرجة يتضح لأي بدن كان، أما مراتبها فلا تنضج إلا بالمعتدل أو بالتحليل السابق ذكره. واعلم أن التعادل لا يتوقف على الموازنة فان اللبن بارد رطب في الثانية والعسل حار يابس فيها ويسيره يصلح كثير الأول لان المراد إصلاح ما يصير غذاء بالفعل لا نفس المتناول وأيضا قد يكون المصلح قويا كثير المنفعة شريفها والمصلح عكسه فلا يحتاج إلى تعادلهما كما عند إرادته كيفا وغالب الأغذية في الأولى والثانية وأكثر الأدوية في الثانية والثالثة وأعظم السم في الرابعة وقد يرجع الدواء من درجة إلى أخرى دونها إذا بل ليلطف وتنقص كيفيته حيث المطلوب ذلك والبل مطلق الترطيب بالماء فإذا كان يفعل ذلك فأولى به النقع لأنه غمر الدواء بالماء وأفضل الدواء ما تساوى عنصراه في مرتبة ويليه ما ترقى الأضعف فيه عن الأقوى كحار في الأولى رطب في الثانية كذا قرر وهو عندي ليس بشئ لان الامر منوط بالطبيب الحاضر وأن اللازم له موازنة الدواء بالعلة الحاضرة مع مراعاة طوارئها غاية الأمر أن الحار الرطب مثلا في الأولى يطلب باردا يابسا فيها وكلفة ذلك يسيرة بخلاف حار يابس في الثالثة إذا أريد تعديله ببارد رطب في الأولى فان الموازنة حينئذ تكون أشق.
* (الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والاحكام) * قد عرفت أن البسيط في الفلسفة هو العناصر الأربع من عالم الكون والفساد ومطلق