تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٣٠
فلا توضع العصارات مع الأصول الأجنبية ولا الأوراق مع الثمار ولا الحب والورق وخير ما حفظ النبات إذا كان مقلوعا في أوانه مجففا من الرطوبة البالة والصموغ في أخشابها والعصارات كذلك أو في الرصاص والفضة ولا تجعل الأوراق في زجاج ولا المياه في نحاس (وأما التصعيد) فيقصد لتمييز اللطيف من الكثيف لينتفع بكل فيما هو لائق به والتقطير كذلك وهما يصلحان الطعم ويداوى بهما من عاف الدواء ولكن ينبغي الاستزادة منهما ليقوم الزائد مقام ما هدمته النار وتخلف من الجرم (وأما ادخارها) فيجب اختيارها له سليمة من الغش لئلا تتغير فتؤخذ المعادن في الاعتدال الأول وصحة الهواء وصفاء الجو وكل معدن تولد فيه غير نوعه فإن كان أعظم منه وأفضل نضيجا كما شوهد في بعض معادن الحديد من الفضة وجب استعماله لقوة طبيعته وصحتها وإلا اجتنب لما دل على أن الطبيعة عاجزة عن تكميل النوع وإحالة المواد إلى معدنها كالزنجار في النحاس، وقال قوم باجتناب المعدن المختلط وإن كان بأقوى منه والأصح ما سبق (وأما النبات) فسيأتي أوقات أخذه في المفردات وكذا اختياره وموضع ادخاره في الفلاحة (الثامن) في تقرير قولهم في الدرجة الأولى وكيفية استخراج الكيفية وقد أفرده الاجلاء بالتأليف وحاصل ما فيه أن الدواء المركب من العناصر إما أن لا يغير البدن إذا ورد عليه وهذا هو المعتدل أو يغيره فإما أن لا يحس بالتغيير فضل إحساس وهذا هو في الأولى أو يحس ولم يخرج عن المجرى الطبيعي ففي الثانية أو يخرج ولكن لا يبلغ أن يهلك ففي الثالثة أو يبلغ ففي الرابعة مثال الحار في الأولى مثل الحنطة وفى الثانية كالعسل والثالثة كالفلفل والرابعة كالبلادر وكذا البواقي ومعنى حكمنا على المفرد بكيفية في درجة أن فيه من أجزائها ما لو قوبل بالبواقي وتساقطا بقى من الاجزاء بعدد الدرجة المذكورة. وإيضاحه أن في الحار في الأولى ثلاثة أجزاء اثنان حاران وواحد بارد فإذا قابلت هذا البارد بواحد من الحارة وتساقطا بقى واحد حار فقلت في الأولى والذي في الثانية أربعة أجزاء واحد بارد يعادل بمثله فيبقى اثنان وهكذا أبدا وقد تجعل الدرجة في التحرير ثلاثة أجزاء ليكون مجموع الاجزاء مطابقا للفلك في البروج كما أن مجموع الدرج مطابق لقوى العناصر، فإذا قلنا عن الشئ في أول الأولى كحرارة البطيخ مثلا كان الباقي بعد التعادل ثلث جزء ومطلق الدرجة يتضح لأي بدن كان، أما مراتبها فلا تنضج إلا بالمعتدل أو بالتحليل السابق ذكره. واعلم أن التعادل لا يتوقف على الموازنة فان اللبن بارد رطب في الثانية والعسل حار يابس فيها ويسيره يصلح كثير الأول لان المراد إصلاح ما يصير غذاء بالفعل لا نفس المتناول وأيضا قد يكون المصلح قويا كثير المنفعة شريفها والمصلح عكسه فلا يحتاج إلى تعادلهما كما عند إرادته كيفا وغالب الأغذية في الأولى والثانية وأكثر الأدوية في الثانية والثالثة وأعظم السم في الرابعة وقد يرجع الدواء من درجة إلى أخرى دونها إذا بل ليلطف وتنقص كيفيته حيث المطلوب ذلك والبل مطلق الترطيب بالماء فإذا كان يفعل ذلك فأولى به النقع لأنه غمر الدواء بالماء وأفضل الدواء ما تساوى عنصراه في مرتبة ويليه ما ترقى الأضعف فيه عن الأقوى كحار في الأولى رطب في الثانية كذا قرر وهو عندي ليس بشئ لان الامر منوط بالطبيب الحاضر وأن اللازم له موازنة الدواء بالعلة الحاضرة مع مراعاة طوارئها غاية الأمر أن الحار الرطب مثلا في الأولى يطلب باردا يابسا فيها وكلفة ذلك يسيرة بخلاف حار يابس في الثالثة إذا أريد تعديله ببارد رطب في الأولى فان الموازنة حينئذ تكون أشق.
* (الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والاحكام) * قد عرفت أن البسيط في الفلسفة هو العناصر الأربع من عالم الكون والفساد ومطلق
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340