كلها وينفع من الاستطلاق والزحير وقروح المعى وحرارة الكبد والدم حيث كان شربا والأورام والترهل ضمادا وكذا النقرس الحار. واعلم أن الأطيان كلها تفعل في قطع الدم وتسكين الحرارة والحبس والادمال والتحليل أفعالا جليلة وليس التفاوت إلا في القوة والضعف فلا نذكر في كل طين إلا ما زاد على ذلك بخصوصية وأرفعها الطين المختوم فهذا وكذلك إذا حرقت كلها وغسلت فإنها تدوم على فعلها بل تكون أبرد ويزيد طين المصطكي صقل البدن وتحسين اللون لجذبه الدم لأنه حار في الثانية دون الأطيان كلها وأجوده الرمادي الثقيل السريع التفتت والانحلال ويزيد الطين الدقوقي وهو طين أزرق إلى بياض يجلب من أعمال حلب وطين قيموليا وهو الطليطلي المعروف في مصر بالطفل على ما ذكر من قلع وسخ البدن والشعر ولكنهما رديئان يحدثان السدد وأما الأرمني المجلوب من أرمينية فهو أقرب الأطيان إلى المختوم، والجل على أنه أفضل من طين شاموس وأجوده الذهبي الحلو الدسم يزيد بالخاصية النفع من الطاعون كثيرا وإصلاح ضيق النفس شربا بالخل ويضر الطحال ويصلحه المصطكي وأما الخراساني المعروف بالأصبهاني والنيسابوري فهو طين أبيض رزين طيب الرائحة لولا ملوحته ويكتب به في الألواح السود وهو غاية على ما ذكر في شد الأعضاء ومنع النزلات وأما طين الكرم فقد ذكره قوم ووصفه في مالا يسع بأنه يصلح الكروم ويمنعها الدود وهذا وصف الفقراء أما هذا الطين فلا نعرفه، انتهت الأطيان المفردة. وأما الأطيان المركبة: فقد كانت في الكتب القديمة ولهم بها اعتناء عظيم ويسمى علمها علم تركيب الاحجار فمنها ما يؤخذ من الرخام والمعادن المطبوعة على نسب معلومة وتعمل منها العواميد والأحجار العظيمة على وفق المراد وذكرها هنا خروج عن الفن إذ لا دخل لها فيه. وأما طين الحكمة منها فطين يحتاج إليه في الطب لتوثيق آلات التقطير والطبخ به ومع ذلك فهو يجبر الكسر ويشد العصب والعظام يلصق بشدة وقوة. وصنعته: طين خالص جزء فحم مسحوق شعر مقصوص ملح مكلس خطمي خبث الحديد كلس قشر البيض من كل نصف جزء ينخل ويعجن بالألعبة أو الخل أو اللبن عجنا محكما وكلما تخمرت كانت غاية فيما يراد منها وقد تنقص هذه الاجزاء وقد تغير أوزانها ولا مزيد على ما ذكرنا فليحتفظ به، ثم من الناس من يمتحن بأكلها خصوصا الحبالى والأطفال ولها علاج يأتي في الباب الرابع [طيب] يطلق على كل ذي رائحة طيبة كالمسك والعنبر والغوالي وكل يأتي [طيور] مختلفة بحسب بريها ومائيها وكل في محله.
* (حرف الظاء المعجمة) * [ظفرة] نبت رومي أصله أسود ينقشر عن بياض في رأسه زهرة صفراء وأوراق مستديرة كالاظفار خارجها أخضر وداخلها أحمر يوجد ربيعا وخريفا، وهو حار يابس في الرابعة يزيل العفونات والخشكريشات والاكلة والقراع واللحم الزائد والثآليل ويقطع الدم ولا يستعمل من داخل [ظفر العقاب] قيل يسمى قوليون وبستانية شجرة أبى مالك والبرى منه مشهور بهذا الاسم عند الاطلاق مربع الساق كالباقلا يتراكم عليه زهر كالذي على أصل السوسن بارد يابس في الثانية يحبس الدم مطلقا ولو طلاء والاسهال ويقطع النفث ويدمل ويلحم الجراح وهو يضر السفل ويصلحه الصمغ وشربته مثقال وبدله الاقاقيا [ظفر النسر] القطانيقي [ظلف] وهو عوض الحافر فيما شق حافره وهى فضلات غليظة يدفعها الطبع وتجامع القرون بخلاف الحافر ومن ثم تنوب عنها وحاصل ما في الأظلاف قطعها الدم وإلحامها الجراحات إزالة والحكة والجرب وهى مذكورة مع أصولها