حتى الايلاوس وإن جفف بجملته وسحق مع وزنه من السكر واستعمل أزال البخار والدوخة وفتح السدد وفى بزره تفريح عظيم وحماضه يجلو الكلف والبهق والنمش والحكة خصوصا بالقلى والشيرج وإن جمع ورقه وزهره وقشره في معجون عادل الياقوت في تفريحه وهو خير من الخل للمرضى وماؤه يحل الجواهر إذا جعلت فيه وإن حل فيه الودع وأضيف إليه النوشادر جلا البهق وحيا وإذا أخذ مملوحا قوى المعدة وأزال ما فيها من الوخم وهو يهيج السعال ويضعف العصب والقوى ويضر المبرودين ويصلحه العسل أو السكر وشربة بزره إلى ثلاثة وقشره أربعة ومائه ثمانية عشر. ومن خواصه: إزالة الزكام شما وأن الصغير منه إذا دلكت به الأنثيان في الحمام قبل البلوغ منع الشيب [ليحارينون] من الحماض [لينوفر] الأشهر فيه تقديم النون فليؤخر.
* (حرف الميم) * [ماء] هو أجل العناصر البدنية بعد الهواء على الأصح لبقاء البدن بدونه أكثر من بقائه بدون الهواء، ويختلف باختلاف الأصل والسن والمزاج والزمان، وأجوده الخالص من ماء المطر القاطر وقت صفاء الجو ولم يخالطه مكدر، فالجاري مكشوفا من البعد في أرض حرة أو حجر إلى الشرق أو الشمال النقي الاحجار المهري لما طبخ فيه بسرعة الخفيف الوزن وما خالف هذه فرداءته بحسب فحش الخلاف وقلته ونيل مصر أجمع لهذه الصفات ثم دجلة وجيحون فالمقطر فالمطبوخ فماء العين المستعمل فالبئر، وكل ما حرك أو جرى فجيد والصحيح عدم اختصاصه بدرجة في البرد والرطوبة وهو مبذرق للأغذية مفيد للتبريد عند قصور الهواء مبلغ الغذاء أقصى الأعماق لا أنه غذاء على الصحيح لعدم انعقاده حافظ للرطوبات لا يولد نسيانا ولا غيره لكونه مألوفا لكن الافراط فيه يرخى ويمعد ويرهل كما أن تركه يجفف ويورث السدد التي لا تكاد أن تنقى والجاري منه مغمورا أو في رصاص أو طال مكثه ردئ معفن وكذا المكبرت والمجاور للرمل والترب وأصول الأشجار والحشائش يعفن الاخلاط ويهزل ويسدد ويجلب داء الفيل والدوالي والأدرة وعسر الولادة، وما مكث غب الأمطار إلى أن صفقته الرياح جيد إن طابت أرضه وصفا خاليا عن كدر وينفع المحرورين وذوي الكد ومن لا يطلب التفتيح كذى استسقاء وفتق ويجلب السعال والتشنج وضعف العصب والاقصار مطلقا والكبريتي يطلق أولا ثم يعقل ويعقب الحكة والجرب شربا ويمنع منهما غسلا كمالح وزاجي وماء الشب يقبض ويكثف ويمنع تولد القمل غسلا وشرب قليله يحبس القئ وكثيره ضار يخشن القصبة وربما أسحج وماء الحديد سواء أخذ من معدنه أو طفئ فيه يقوى الأعضاء ويحبس الاسهال والدم ويمنع الخفقان والزحير وضعف الكلى وماء الذهب والفضة أعظم فيما ذكر خصوصا بالطفى وماء النحاس ضار جدا وأخبث منه ماء الرصاصين وقيل ماء القصدير لا بأس به.
واعلم أن التقطير والطبخ يعيدان الردئ جيدا لفصلهما الكثيف عنه وللماء الصحيح لذة ودخل في تدبير الصحة إذا استعمل بشروطه وهى أن لا يؤخذ قبل الهضم فإنه مفسد للأغذية مبرد للمعدة مصعد للأبخرة الفجة إلى الدماغ وأن لا يستعمل الفاسد منه بلا مصلح إن لم يتيسر ما ذكر كطرح قطع التفاح وطاقات النعنع وأكل البصل قبله وبعده ومزجه بالخل وأن يكون بداعية صادقة فما شرب قبل خمس عشرة درجة تمضى من الاكل في صفراوي وضعفها لدموي وخمسة وأربعين لسوداوي وستين لبلغمي كاذب لا اعتداد به شديد النكاية ولا بعد فاكهة فإنه يبيض الدم بمزج مائيتها فيفسد ويستحيل مادة لنحو الأواكل ولا بعد حمام وجماع فيورث الرعشة والخدر ويبس