تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢٠
الباردة خاصة كيف استعمل كالتنطيل وكالتخليط والتكرار من جهة الأسماء كذكرهم القطب في محل وقاتل أبيه في آخر وكلاهما واحد وفى المراتب والدرج كقولهم في الاورمالى إنه خار ولم يذكروا في أي درجة وهل هو يابس أو رطب وفى الماهية كقولهم في الا كتامكت دواء هندي وما الذي تدل عليه هذه اللفظة من ماهية الدواء وفى المضار كقولهم في الزنجبيل إنه يضر باللثة مع أنه ضار بالصفراويين مطلقا وبالكلى المهزولة وفى المصلحات كقولهم في السقمونيا ويصلحها الإهليلج الأصفر مع أن هذا في الصفراويين خاصة أما في البلغميين فلا يصلحها إلا الانيسون خاصة وفى السوداويين الكثيرا أو في الأوزان كقولهم في الماهودانة إن حد الشربة منها خمس عشرة حبة. ولعمرى إن هذا القدر قاتل لا محالة مطلقا وفى حب النيل إن حد الشربة منه نصف درهم ولقد شاهدت من شرب منه ثمانية عشر درهما إلى غير ذلك مما ستراه في كتابنا هذا ولقد ترجمنا هؤلاء مع غيرهم من الحكماء في طبقاتنا وذكرنا ما اشتملت عليه كتبهم ونحن إن شاء الله ذاكرون في هذا الباب والذي يليه ما أغفله أهل هذه الصناعة وما حدث من الأدوية والتجارب لهم ولنا إلى يومنا هذا وهو مفتتح ربيع الآخر من شهور سنة ست وسبعين وتسعمائة من الهجرة على مشرفها أفضل الصلاة والسلام سالكين طريق الايجاز غير موكلين من يطالعه إلى الاعواز والله سبحانه وتعالى السئول في التوفيق للاتمام وبقائه نافعا للأنام على صفحات الدهور ما بقيت الأيام.
* (فصل) * اعلم أن كل واحد من هذه المفردات يفتقر إلى قوانين عشرة (الأول) ذكر أسمائه بالألسن المختلفة ليعم نفعه (الثاني) ذكر ماهيته من لون ورائحة وطعم وتكرج وخشونة وملاسة وطول وقصر (الثالث) ذكر جيده ورديئه ليؤخذ أو يجتنب (الرابع) ذكر درجته في الكيفيات الأربع ليتبين الدخول به في التراكيب (الخامس) ذكر منافعه في سائر أعضاء البدن (السادس) كيفية التصرف به مفردا أو مع غيره مغسولا أولا مسجوقا في الغاية أولا إلى غير ذلك (السابع) ذكر مضاره (الثامن) ذكر ما يصلحه (التاسع) ذكر المقدار المأخوذ منه مفردا أو مركبا مطبوخا أو منشفا بجرمه أو عصارته أوراقا أو أصولا إلى غير ذلك من أجزاء النباتات التسعة (العاشر) ذكر ما يقوم مقامه إذا فقد سيتلى عليك كل ذلك إن شاء الله تعالى. وزاد بعضهم أمرين آخرين الأول الزمان الذي يقطع فيه الدواء ويدخر كأخذ الطيون حادى عشر تشرين الأول يعنى خامس عشر بابه فإنه لا يفسد حينئذ، والثاني من أين يجلب الدواء ككون السقمونيا من جبال أنطاكية ويترتب على ذلك فوائد مهمة في العلاج، فقد قال الفاضل أبقراط عالجوا كل مريض بعقاقير أرضه فإنه أجلب لصحته ولا شك في الاحتياج إليهما فسأذكرهما إن شاء الله تعالى لئلا نخل بما يحتاج إليه وأما كون المفرد من استخراج فلان وأول من داوى به شخص بعينه لشخص معين فأمر لا يترتب عليه في العلاج شئ فلا نطيل باستيفائه.
* (فصل) * وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوى والمتداوى به وذلك أن الأجسام إما متناسبة متشابهة الاجزاء متحدة الجواهر وهذه هي البسائط، ثم إما أن ترد على بدن الانسان أولا. الثاني الفلكيات والأول العناصر وقد علمت حكمهما أو غير متألفة متشابهة وهى المركبات إما بلا صورة نوعية وتسمى طينا إن قامت من التراب والماء وزبدا من الماء والهواء وبخارا من الماء والنار وغبارا من الهواء والتراب ولا اسم لما قام من الهواء والنار لسرعة تحلله كما قرروه أو بها. فإما أن لا تكون ذا قوة غاذية ولا نامية وهى المعدنيات. إما محكمة التركيب ذائبة كالزئبق أو جامدة إما محفوظة الرطوبة بحيث تحلها الحرارة وهى المنطرقات
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340