الباردة خاصة كيف استعمل كالتنطيل وكالتخليط والتكرار من جهة الأسماء كذكرهم القطب في محل وقاتل أبيه في آخر وكلاهما واحد وفى المراتب والدرج كقولهم في الاورمالى إنه خار ولم يذكروا في أي درجة وهل هو يابس أو رطب وفى الماهية كقولهم في الا كتامكت دواء هندي وما الذي تدل عليه هذه اللفظة من ماهية الدواء وفى المضار كقولهم في الزنجبيل إنه يضر باللثة مع أنه ضار بالصفراويين مطلقا وبالكلى المهزولة وفى المصلحات كقولهم في السقمونيا ويصلحها الإهليلج الأصفر مع أن هذا في الصفراويين خاصة أما في البلغميين فلا يصلحها إلا الانيسون خاصة وفى السوداويين الكثيرا أو في الأوزان كقولهم في الماهودانة إن حد الشربة منها خمس عشرة حبة. ولعمرى إن هذا القدر قاتل لا محالة مطلقا وفى حب النيل إن حد الشربة منه نصف درهم ولقد شاهدت من شرب منه ثمانية عشر درهما إلى غير ذلك مما ستراه في كتابنا هذا ولقد ترجمنا هؤلاء مع غيرهم من الحكماء في طبقاتنا وذكرنا ما اشتملت عليه كتبهم ونحن إن شاء الله ذاكرون في هذا الباب والذي يليه ما أغفله أهل هذه الصناعة وما حدث من الأدوية والتجارب لهم ولنا إلى يومنا هذا وهو مفتتح ربيع الآخر من شهور سنة ست وسبعين وتسعمائة من الهجرة على مشرفها أفضل الصلاة والسلام سالكين طريق الايجاز غير موكلين من يطالعه إلى الاعواز والله سبحانه وتعالى السئول في التوفيق للاتمام وبقائه نافعا للأنام على صفحات الدهور ما بقيت الأيام.
* (فصل) * اعلم أن كل واحد من هذه المفردات يفتقر إلى قوانين عشرة (الأول) ذكر أسمائه بالألسن المختلفة ليعم نفعه (الثاني) ذكر ماهيته من لون ورائحة وطعم وتكرج وخشونة وملاسة وطول وقصر (الثالث) ذكر جيده ورديئه ليؤخذ أو يجتنب (الرابع) ذكر درجته في الكيفيات الأربع ليتبين الدخول به في التراكيب (الخامس) ذكر منافعه في سائر أعضاء البدن (السادس) كيفية التصرف به مفردا أو مع غيره مغسولا أولا مسجوقا في الغاية أولا إلى غير ذلك (السابع) ذكر مضاره (الثامن) ذكر ما يصلحه (التاسع) ذكر المقدار المأخوذ منه مفردا أو مركبا مطبوخا أو منشفا بجرمه أو عصارته أوراقا أو أصولا إلى غير ذلك من أجزاء النباتات التسعة (العاشر) ذكر ما يقوم مقامه إذا فقد سيتلى عليك كل ذلك إن شاء الله تعالى. وزاد بعضهم أمرين آخرين الأول الزمان الذي يقطع فيه الدواء ويدخر كأخذ الطيون حادى عشر تشرين الأول يعنى خامس عشر بابه فإنه لا يفسد حينئذ، والثاني من أين يجلب الدواء ككون السقمونيا من جبال أنطاكية ويترتب على ذلك فوائد مهمة في العلاج، فقد قال الفاضل أبقراط عالجوا كل مريض بعقاقير أرضه فإنه أجلب لصحته ولا شك في الاحتياج إليهما فسأذكرهما إن شاء الله تعالى لئلا نخل بما يحتاج إليه وأما كون المفرد من استخراج فلان وأول من داوى به شخص بعينه لشخص معين فأمر لا يترتب عليه في العلاج شئ فلا نطيل باستيفائه.
* (فصل) * وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوى والمتداوى به وذلك أن الأجسام إما متناسبة متشابهة الاجزاء متحدة الجواهر وهذه هي البسائط، ثم إما أن ترد على بدن الانسان أولا. الثاني الفلكيات والأول العناصر وقد علمت حكمهما أو غير متألفة متشابهة وهى المركبات إما بلا صورة نوعية وتسمى طينا إن قامت من التراب والماء وزبدا من الماء والهواء وبخارا من الماء والنار وغبارا من الهواء والتراب ولا اسم لما قام من الهواء والنار لسرعة تحلله كما قرروه أو بها. فإما أن لا تكون ذا قوة غاذية ولا نامية وهى المعدنيات. إما محكمة التركيب ذائبة كالزئبق أو جامدة إما محفوظة الرطوبة بحيث تحلها الحرارة وهى المنطرقات