أن السمنة لا تؤثر فيمن جاوز الستين لقصور الحرارة وفى هذا نظر مما قاله من أن الأدوية الحارة تنبه الغريزية ولا يجوز تسمين الحبلى ولا التي لم تحض ولا من لم تجاوز تسع سنين لفساد أبدانهم بذلك وتبطئ في المراضع لانصراف المادة إلى اللبن. وينبغي لمن أراد السمنة أن يعمل في صحة بدنه أولا ويقلل النكاح ما أمكن ويستعمل الراحة، ثم لا شئ يهزل البدن أقوى من الهم فلا تؤثر معه الأغذية فضلا عن الأدوية المعدة للتسمين، ويجب تنقية البدن قبلها من الريح الغليظ والسدد وأحسن ما أكل دواء السمنة في الحمام وعند الخلو من حيض ونفاس وأن تترك الحوامض والموالح والنعنع والكمون والسندروس وأمثالها زمن التسمين [صفة سمنة لمبرودي المزاج] تستعمل زمن الصيف والربيع فتخصب وتنعم وتورث لحما وشحما جيدين وتحسن البشرة وتبقى قوة تركيبها ثلاث سنين والشربة منها بعد الهضم ستة دراهم. وصنعتها: سمسم مقشور لوز حمص صنوبر خشخاش من كل جزء جوز شامي دقيق حنطة طيب زرنباد حبة خضراء من كل نصف جزء حلبة شاة بلوط من كل ربع جزء حب العزيز ثمن جزء تدق وتنخل وتطبخ بمثلها سمن بقر حتى تشربه فيلقى عليها ثلاثة أمثالها عسل منزوع الرغوة فإذا قاربت الانعقاد حل ما تيسر من حجر البقر في ماء الورد وأسقى به الأدوية فإذا انعقد يرفع في صيى ثم يدفن في الشعير أربعين يوما ويستعمل فإنه غاية [سمنة للمحرورين] وأفضل استعمالها في الشتاء والخريف. وصنعتها: زبيب منزوع من عجمه حمص منقوع في لبن الضأن ثلاثة أيام حلبة من كل جزء لبن مجفف وصعتر وحبة خضراء من كل نصف جزء خشخاش شاة بلوط جوز بندق من كل ربع جزء يدق الجميع وينقع في شيرج قد قلى فيه الهندي والعنزروت أسبوعا ثم يطبخ حتى يجف الشيرج فتحله بثلاثة أمثاله سكرا في لبن حليب قد نقع فيه جزء قرنفل وربع جزء من كل من السماق والكمون و؟ سقى به الأدوية حتى تنعقد وترفع ومن أراد الكثرة من ذلك فليتصفح المفردات التي أصلناها ويركب منها ما شاء على هذه النسبة [سنا] نبت ربيعي كأنه الحناء إلا أن عوده أدق منها وفيه رخاوة وله زهر إلى الزرقة يخلف غلفا داخلها حب مفرطح إلى الطول محزوز الوسط إلى اعوجاج ما، ومنه نوع عريض الأوراق أصفر الزهر يسمى بالحجاز عشرق ويدرك بالصيف وأجوده الحجازي وتبقى قوته سبع سنين وهو حار في آخر الثانية يابس في أولها أو هو في الأولى يسهل الاخلاط الثلاثة ويستخرج اللزوجات من أقاصى البدن وينقى الدماغ من الصداع العتيق والشقيقة وأوجاع الجنبين والوركين خصوصا المطبوخ في أربعة أمثاله من الزيت حتى يذهب نصفه ويذهب البواسير وأوجاع الظهر وإن طبخ بالخل حتى يتقوم أزال الحكة والجرب والكلف والنمش وأدمل القروح العتيقة ومنع سقوط الشعر وطوله وسوده طلاء وهو يكرب ويمغص ويجلب الغثيان ويصلحه تنقيته من عوده وفركه بالادهان وجعل الانيسون والهندي معه وشربته إلى ثلاثة مركبا وضعفها مفردا وإلى عشرة مطبوخا وبدله مثله تربد ومثل نصفه أصفر ومثل ربعه زهر بنفسج [سنبل] يطلق على كل حمل رفيع قشره وهنا على الناردين وهو إما هندي إلى السواد طيب الرائحة ناعم الملمس صلب الأصول يجلب من الدكن وأعمالها ويغش بأن يرش ما نقع فيه الأثمد على عتيقه أو على نبات يشبهه فيحكيه بذلك ويعرف المغشوش بقبضه وعفوصته إذ ليس السنبل كذلك ويدرك في الخريف وتبقى قوته ثلاث سنين وهو حار يابس في الثانية عطري يقع في الترياق وهو في تجفيف القروح السائلة وقطع الرطوبات أعظم من الشويشينى وإذا استعمل مع الافسنتين والصندل لم يشعر صاحبه بشبع من شدة تقويته المعدة ويظهر اللون
(٢٠١)