تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢٠١
أن السمنة لا تؤثر فيمن جاوز الستين لقصور الحرارة وفى هذا نظر مما قاله من أن الأدوية الحارة تنبه الغريزية ولا يجوز تسمين الحبلى ولا التي لم تحض ولا من لم تجاوز تسع سنين لفساد أبدانهم بذلك وتبطئ في المراضع لانصراف المادة إلى اللبن. وينبغي لمن أراد السمنة أن يعمل في صحة بدنه أولا ويقلل النكاح ما أمكن ويستعمل الراحة، ثم لا شئ يهزل البدن أقوى من الهم فلا تؤثر معه الأغذية فضلا عن الأدوية المعدة للتسمين، ويجب تنقية البدن قبلها من الريح الغليظ والسدد وأحسن ما أكل دواء السمنة في الحمام وعند الخلو من حيض ونفاس وأن تترك الحوامض والموالح والنعنع والكمون والسندروس وأمثالها زمن التسمين [صفة سمنة لمبرودي المزاج] تستعمل زمن الصيف والربيع فتخصب وتنعم وتورث لحما وشحما جيدين وتحسن البشرة وتبقى قوة تركيبها ثلاث سنين والشربة منها بعد الهضم ستة دراهم. وصنعتها: سمسم مقشور لوز حمص صنوبر خشخاش من كل جزء جوز شامي دقيق حنطة طيب زرنباد حبة خضراء من كل نصف جزء حلبة شاة بلوط من كل ربع جزء حب العزيز ثمن جزء تدق وتنخل وتطبخ بمثلها سمن بقر حتى تشربه فيلقى عليها ثلاثة أمثالها عسل منزوع الرغوة فإذا قاربت الانعقاد حل ما تيسر من حجر البقر في ماء الورد وأسقى به الأدوية فإذا انعقد يرفع في صيى ثم يدفن في الشعير أربعين يوما ويستعمل فإنه غاية [سمنة للمحرورين] وأفضل استعمالها في الشتاء والخريف. وصنعتها: زبيب منزوع من عجمه حمص منقوع في لبن الضأن ثلاثة أيام حلبة من كل جزء لبن مجفف وصعتر وحبة خضراء من كل نصف جزء خشخاش شاة بلوط جوز بندق من كل ربع جزء يدق الجميع وينقع في شيرج قد قلى فيه الهندي والعنزروت أسبوعا ثم يطبخ حتى يجف الشيرج فتحله بثلاثة أمثاله سكرا في لبن حليب قد نقع فيه جزء قرنفل وربع جزء من كل من السماق والكمون و؟ سقى به الأدوية حتى تنعقد وترفع ومن أراد الكثرة من ذلك فليتصفح المفردات التي أصلناها ويركب منها ما شاء على هذه النسبة [سنا] نبت ربيعي كأنه الحناء إلا أن عوده أدق منها وفيه رخاوة وله زهر إلى الزرقة يخلف غلفا داخلها حب مفرطح إلى الطول محزوز الوسط إلى اعوجاج ما، ومنه نوع عريض الأوراق أصفر الزهر يسمى بالحجاز عشرق ويدرك بالصيف وأجوده الحجازي وتبقى قوته سبع سنين وهو حار في آخر الثانية يابس في أولها أو هو في الأولى يسهل الاخلاط الثلاثة ويستخرج اللزوجات من أقاصى البدن وينقى الدماغ من الصداع العتيق والشقيقة وأوجاع الجنبين والوركين خصوصا المطبوخ في أربعة أمثاله من الزيت حتى يذهب نصفه ويذهب البواسير وأوجاع الظهر وإن طبخ بالخل حتى يتقوم أزال الحكة والجرب والكلف والنمش وأدمل القروح العتيقة ومنع سقوط الشعر وطوله وسوده طلاء وهو يكرب ويمغص ويجلب الغثيان ويصلحه تنقيته من عوده وفركه بالادهان وجعل الانيسون والهندي معه وشربته إلى ثلاثة مركبا وضعفها مفردا وإلى عشرة مطبوخا وبدله مثله تربد ومثل نصفه أصفر ومثل ربعه زهر بنفسج [سنبل] يطلق على كل حمل رفيع قشره وهنا على الناردين وهو إما هندي إلى السواد طيب الرائحة ناعم الملمس صلب الأصول يجلب من الدكن وأعمالها ويغش بأن يرش ما نقع فيه الأثمد على عتيقه أو على نبات يشبهه فيحكيه بذلك ويعرف المغشوش بقبضه وعفوصته إذ ليس السنبل كذلك ويدرك في الخريف وتبقى قوته ثلاث سنين وهو حار يابس في الثانية عطري يقع في الترياق وهو في تجفيف القروح السائلة وقطع الرطوبات أعظم من الشويشينى وإذا استعمل مع الافسنتين والصندل لم يشعر صاحبه بشبع من شدة تقويته المعدة ويظهر اللون
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340