المائي ووجع الجنب وعرق النساء وبالجملة فأولى ما أكل السمك طريا مشويا بالخل والثوم والخردل والمرى والمصطكي ويؤخذ بعده التمر أو العسل أو معجون الورد العسلي أو الكموني والربوب الحامضة ومن ذهل عن ذلك فقد فرط وأخطأ. ومن كلام أبقراط: من شرب عليه الماء فقد أحياه وقتل نفسه، ومن أخذ الشراب فقد عكس هذا الحكم وبدل الشراب الخل والعسل فإن لم يشو فاسفيدياج فإن لم يكن فمقلوا بالزيت أو الشيرج لا دهن اللوز لزيادة ثقله به والحوت مولد للفضلات الغليظة والرضراض المعروف في مصر بالبسارية ألطف أنواع السمك وأميلها إلى الحرارة وتوليد الدم الجيد ولكن ينبغي أن يستعمل خاليا عن الدقيق فان ذلك يكسبه سوء الهضم والثقل ومتى امتلا شخص من السمك من غير خبز وشرب عليه الماء الحار بالعسل والخل وماء الفجل وتقيأه نقى البدن من الكيموس الردئ وكذا الفضول الغليظة والبلغم وكل خلط فاسد وأبرأ من وجع المفاصل والظهر والنسا حتى قال غالب فضلاء الأطباء لم يؤكل السمك إلا للقئ، ومن أراد السلامة من العطش بعده فليأكل الزنجبيل خصوصا على البطارخ ولا يجوز الجمع بينه وبين لحم ولا بيض ولا لبن في يوم وقيل إن سبق بأكله جاز أخذ أحد هذه فوقه دون العكس والأحوط ترك ذلك مطلقا [سمكة صيدا] سماها الشيخ في المجربات سمكة تبوك وهى قرية بأرض الشام من عمل الشقيف قريبا من صيدا تخرج من عين بها بعد عشر يمضين من أشباط، هذا السمك كأنه في خلقته إنسان يركب بعضه بعضا ويستمر هائجا إلى نصف أدار والصغير الرؤوس الطويل الأذناب المتراكب الرجلين الذي تحت حنكه ترقيط ذكر وهذا السمك إذا هيج خرج على أشداقه زبد كالرغوة يرفع في أحقاق هو صاحب الخواص ولا يستعمل لحم السمك إلا عند عدم هذا وهو حار يابس في الثالثة والسمك في الثانية إذا أخذ من هذا الزبد حبة في بيضة نيمرشت أو مرق دجاج وشربت هيجت الباه بحيث تفضى بصاحبها إلى الموت من شدة الإنعاظ إن لم ينتقع في الماء البارد ويرفع السمك مملوحا فيفعل دون ذلك وسمك الرمل الذي قيل إن كل عضو منه ينفع مقابله في البدن غير هذا [سمن] هو المأخوذ من اللبن بالمخض إذا طبخ حتى تذهب مائيته وأجوده سمن البقر فالضأن وهو حار في الثانية رطب في آخر الأولى فان جاوز سنتين فيابس في الأولى يخصب الأبدان ويلينها ويزيل القلوحة واليبس والبحوحة وجفاف الحلق والخياشيم وينقى فضول الدماغ والصدر والسعال والربو واليرقان والطحال وعسر البول والحصى سعوطا وشربا بالسكر وماء الرمان وإن احتمل نقى الأرحام وأصلحها وبدهن الدجاج يقطع البواسير والشقوق ونزف الدم وإن لوزم دهن الوجه به حسنه وكساه رونقا وبهجة وإن جعل في الجرح وسعه ونقاه والعتيق يقاوم السموم ويحمى القلب منها خصوصا سمن البقر وإن سعطت به الدواب وأزال الخناق والسقاوة والحمرة وإن غمست فيه قطعة قطن أو صوف وهو حار وربطت على الرجل الوجعة من كل حيوان أصلحتها وإن شرب بالماء الحار وأخرج بالقئ قطع السموم ومداومة الأورام به طلاء يحللها وإن طبخ فيه الثوم حتى يتقوم كان طلاء مجربا في تسكين المفاصل والساقين والظهر وهو يرخى الأعضاء ويضعف الهضم ويصلحه الجوارشات وقدر ما يستعمل منه أوقية [سمنة] حب السمنة [سمار] هو الأسل [سمسق] المرزنجوش [سمسم برى] الجلبهنك [سم الحمار] الدفلى [سم الفار] الشك [سم السمك] الماهى زهرة [سمنة] يراد بها في المركبات كل دواء جاز تناوله فوق الأطعمة وكانت غايته تخصيب البدن وتربية الشحم وتحسين الألوان. والقانون في تركيبها أن تشتمل على ما جمع الرطوبة والحرارة والريحية كاللوز والحمص. قال أبقراط كل ما يهيج الباه يسمن وبالعكس قلت وفى العكس نظر ثم قال والحق
(٢٠٠)