تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢٠٠
المائي ووجع الجنب وعرق النساء وبالجملة فأولى ما أكل السمك طريا مشويا بالخل والثوم والخردل والمرى والمصطكي ويؤخذ بعده التمر أو العسل أو معجون الورد العسلي أو الكموني والربوب الحامضة ومن ذهل عن ذلك فقد فرط وأخطأ. ومن كلام أبقراط: من شرب عليه الماء فقد أحياه وقتل نفسه، ومن أخذ الشراب فقد عكس هذا الحكم وبدل الشراب الخل والعسل فإن لم يشو فاسفيدياج فإن لم يكن فمقلوا بالزيت أو الشيرج لا دهن اللوز لزيادة ثقله به والحوت مولد للفضلات الغليظة والرضراض المعروف في مصر بالبسارية ألطف أنواع السمك وأميلها إلى الحرارة وتوليد الدم الجيد ولكن ينبغي أن يستعمل خاليا عن الدقيق فان ذلك يكسبه سوء الهضم والثقل ومتى امتلا شخص من السمك من غير خبز وشرب عليه الماء الحار بالعسل والخل وماء الفجل وتقيأه نقى البدن من الكيموس الردئ وكذا الفضول الغليظة والبلغم وكل خلط فاسد وأبرأ من وجع المفاصل والظهر والنسا حتى قال غالب فضلاء الأطباء لم يؤكل السمك إلا للقئ، ومن أراد السلامة من العطش بعده فليأكل الزنجبيل خصوصا على البطارخ ولا يجوز الجمع بينه وبين لحم ولا بيض ولا لبن في يوم وقيل إن سبق بأكله جاز أخذ أحد هذه فوقه دون العكس والأحوط ترك ذلك مطلقا [سمكة صيدا] سماها الشيخ في المجربات سمكة تبوك وهى قرية بأرض الشام من عمل الشقيف قريبا من صيدا تخرج من عين بها بعد عشر يمضين من أشباط، هذا السمك كأنه في خلقته إنسان يركب بعضه بعضا ويستمر هائجا إلى نصف أدار والصغير الرؤوس الطويل الأذناب المتراكب الرجلين الذي تحت حنكه ترقيط ذكر وهذا السمك إذا هيج خرج على أشداقه زبد كالرغوة يرفع في أحقاق هو صاحب الخواص ولا يستعمل لحم السمك إلا عند عدم هذا وهو حار يابس في الثالثة والسمك في الثانية إذا أخذ من هذا الزبد حبة في بيضة نيمرشت أو مرق دجاج وشربت هيجت الباه بحيث تفضى بصاحبها إلى الموت من شدة الإنعاظ إن لم ينتقع في الماء البارد ويرفع السمك مملوحا فيفعل دون ذلك وسمك الرمل الذي قيل إن كل عضو منه ينفع مقابله في البدن غير هذا [سمن] هو المأخوذ من اللبن بالمخض إذا طبخ حتى تذهب مائيته وأجوده سمن البقر فالضأن وهو حار في الثانية رطب في آخر الأولى فان جاوز سنتين فيابس في الأولى يخصب الأبدان ويلينها ويزيل القلوحة واليبس والبحوحة وجفاف الحلق والخياشيم وينقى فضول الدماغ والصدر والسعال والربو واليرقان والطحال وعسر البول والحصى سعوطا وشربا بالسكر وماء الرمان وإن احتمل نقى الأرحام وأصلحها وبدهن الدجاج يقطع البواسير والشقوق ونزف الدم وإن لوزم دهن الوجه به حسنه وكساه رونقا وبهجة وإن جعل في الجرح وسعه ونقاه والعتيق يقاوم السموم ويحمى القلب منها خصوصا سمن البقر وإن سعطت به الدواب وأزال الخناق والسقاوة والحمرة وإن غمست فيه قطعة قطن أو صوف وهو حار وربطت على الرجل الوجعة من كل حيوان أصلحتها وإن شرب بالماء الحار وأخرج بالقئ قطع السموم ومداومة الأورام به طلاء يحللها وإن طبخ فيه الثوم حتى يتقوم كان طلاء مجربا في تسكين المفاصل والساقين والظهر وهو يرخى الأعضاء ويضعف الهضم ويصلحه الجوارشات وقدر ما يستعمل منه أوقية [سمنة] حب السمنة [سمار] هو الأسل [سمسق] المرزنجوش [سمسم برى] الجلبهنك [سم الحمار] الدفلى [سم الفار] الشك [سم السمك] الماهى زهرة [سمنة] يراد بها في المركبات كل دواء جاز تناوله فوق الأطعمة وكانت غايته تخصيب البدن وتربية الشحم وتحسين الألوان. والقانون في تركيبها أن تشتمل على ما جمع الرطوبة والحرارة والريحية كاللوز والحمص. قال أبقراط كل ما يهيج الباه يسمن وبالعكس قلت وفى العكس نظر ثم قال والحق
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340