ومبادى الماليخوليا مجرب وتدر الفضلات وتخرج الأجنة ولو فرزجة وإذا طليت أزالت البهق والبرص خصوصا مع أدويتهما وعلى الرأس الصداع ولو قدم بدهن الورد والخراجات بالزيت وعرق النساء بالعسل هذا كله إذا كانت المذكورات عن حرارة وبالخل في نحو القوابي والجرب والضربان في الرأس وتنفع من لسع العقرب وهى تضر بالمحرورين وذوي الخفقان والغشى وضعف القلب ومن لم يجاوز ثلاثين سنة وفى نحو مكة ويصلحها أن تشوى في تفاحة أو سفرجلة والأولى عندي أن تفور وتجعل فيها وترد على بعضها وتطين بالعجين وتوضع على الآجر الحار حتى ينضج العجين وقد تشوى مسحوقة مع المصطكي فإن لم تشو فلتسحق بماء الورد والسماق أو السفرجل وتقرص وترفع ويصلحها أيضا الإهليلج الأصفر وبذر الجزر والانيسون ودهن اللوز والصمغ وبهذا التدبير تصلح حتى للحبالى وشربتها إلى دانقين كذا قالوه وقد سقيت منها درهمين مرارا لا تحصى والصحيح عندي أن في تقدير شربتها التعويل على الأمزجة فما ذكروه لصفراوي وما فعلته أنا فلبلغمي قوى الجثة ومتى أنعم سحقها ضعفت ومكثت في خمل المعدة وبدلها مثلها ونصف صبر سقطرى ونصفها إهليلج أصفر وسدسها لاعبة ويقتل منها فوق ما ذكر ويصلحها القئ بالمخيط وأخذ الربوب والتفاح وأصلها وورقها ينفعان فيما ذكر لها مع ضعف وما شويت فيه من تفاح أو سفرجل كذلك بلا غائلة [سقولو قندريون] وبلا واو ونون وقد يبدلان بياء وألف والأول يسمى كف النسر وكف الضبعة وقد مر في الألف والثاني حيوان له أرجل كثيرة كالعناكب يسمى أم أربعة وأربعين وأبو سبع وسبعين ويقال إنه من بيض الحية إذا فسد وهو مسموم وربما قتلت لدغته وهو حار يابس في الثالثة ينفع من الحكة طلاء وأكله يوقع في الأمراض الرديئة [سقنقور] حيوان مستقل وقيل بيض التمساح إذا فسد ويكبر طول ذراعين على أنحاء السمكة لكنه يشبه الورل بل الموجود منه بمصر الآن غالبه ورل وأجوده السقنقور الهندي والمأخوذ من القلزم والفيوم وغيرهما من أعمال مصر غير جيد وأجوده المصاد أواخر أمشير المذبوح حال مسكه وأن يرمى برأسه وذنبه مع تبقية بعضهما فيه ويشق طولا ويحشى ملحا ويعلق منكوسا في الظل حتى يجف والهندي لم يتغير وإن لم يملح وهو حار يابس في آخر الثالثة يهيج الباه ويولد المنى حتى أنه ربما قتل بالانعاظ والادرار خصوصا بطبيخ العدس والعسل ولا سيما شحمه وسرته ويذهب الفالج واللقوة والنقرس والخدر والكزاز وأوجاع المفاصل ويضر المحرورين ويستنزف القوى بالمنى ويصلحه الكافور وبزر الخس وقدر ما يستعمل منه ثلاثة دراهم وبدله سمكة تبوك [سقيراط مكي] بلسان أهل العراق هو حب السواك [سكر] ظن ديسقوريدس أنه رطوبات كالمن تسقط على القصب فتجمع وتطبخ والحال أنه عصارة قصب معلوم ينبت كثيرا بالهند وغالب أعمال فارس وبعض جزيرة قبرص ولكنهم لم يتقنوا عمله وأولى البلدان به الآن مصر فان ماء النيل يجود قصبه ويكون به عظيما. وصنعته: أن يقشر ويدرس ويعصر بآلات معروفة ويطبخ حتى يثخن ويسكب في فخار عظيم كبير واسع مما يلي أعلاه يضيق تدريجا حتى يكون كفم المشارب ويترك في هذا مغطى بثجير القصب في محل يميل إلى الحرارة نحو أسبوع ويسمى هذا بالأحمر ويدعى الآن بالمحيرة ثم يكسر ويطبخ ثانيا ويكب في أقماع دون الأول ويمص من الرأس الضيق حتى يخرج ما فيه من الأوساخ وهذا هو السليماني ويسمى رأسه الضيق العنبلة وهى أردؤه وما عداها الطارات وهى أنقى وأجود ثم يطبخ هذا ثالثا فان سكب في قالب مستطيل ولم يستقص طبخه فهو الفانيذ وإن استقصى بأن جعل أقماعا صنوبرية فهو المعروف بالايلدج أو مستطيلة على السواء فهو القلم وإن طبخ هذا رابعا وكب في قدور الزجاج
(١٩٤)