من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من ها هنا، حيث يطلع قرن الشيطان "! (1).
وعندما نظيف حديث البخاري إلى حديث مسلم، ثم نظيف إليها قصة وادي الحوأب وتحذير النبي صلى الله عليه وآله لها أن لا تكون التي تنجها كلاب الحواب، عندما قال لها ولأم سلمة؟!: أيتكن صاحبة الجمل الأدب، تنبحها كلاب الحوأب، فتكون ناكبة عن الصراط؟! ثم ضرب على ظهر عائشة فقال: إياك أن تكونيها يا حميراء (2)!
أجل.. عندما نجمع تلك الحقائق على صعيد واحد، نعلم أن أم المؤمنين قد تصدرت فتنة وأججت نارها، رغم أنها قد منعت وحذرت من ذلك.
وعندما نعلم أنه لم يكن لها إلا عدو واحد، وأثبت التاريخ أنها حاربته وقادت الناس في قتاله يوم الجمل، وعرف فيما بعد بحرب الجمل، الذي عبرت به وادي الحواب.. نعلم أن النبي صلى الله عليه وآله ما قصد بقوله مشيرا إلى مسكنها: " ها هنا الفتنة، هاهنا الفتنة! " إلا فتنة محاربتها وعداءها لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين!
أجل، فعائشة لم تحارب أحدا غير الإمام علي حتى نقول إن النبي صلى الله عليه وآله: " قصد بهذه الفتنة محاربتها لذلك الآخر.
وحرب عائشة للإمام علي من أشهر حوادث التاريخ، حتى غدى بين عائشة وحربها للإمام علي دلالة التزامية لا تنفك. ثم نعرج على القول النبي صلى الله عليه آله: " ويح عمار! تقتله الفئة الباغية " فنعلم أن عمارا قتل بسيوف عائشة ومعاوية!
فهل يشك أحد في تنكبها الصراط كما حذرها النبي صلى الله عليه وآله؟! ولا مجال لادعاء الاجتهاد، لأنه قد سبق وصف النبي صلى الله عليه وآله لذلك بأنه فتنة ورأس الكفر وقرن من قرون الشيطان ولا يثاب أحد على هذا، بل...
وسبب كل ذلك هو بغض عائشة أم المؤمنين لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقد علمت أن نفسها لا تطيب له بخير وإن لم يكن خير فشر.
بعد أن وضح ذلك يجب أن نتوقف قليلا عند حكايتها لصلاة أبيها بالناس ولا نسارع