المسيح في الجسد ولا رافقه كباقي الرسل، فمسيحه هو ابن الله (روما 8: 3 و 23 - غلاطية 4: 4) له طبيعتان إلهية وإنسانية، تجسد واتخذ صورة عبد (فيلبي 2: 7) وتحدر من ذرية إبراهيم حسب الجسد (غلاطية 3: 15) ومات مصلوبا وقبر وقام من بين الأموات (كورنتس الأول 1: 24 - 27 وفيلبي 15) (1).
نعم ذلك هو مسيح بولس وليس عيسى بن مريم عليه السلام.
وهناك وصف آخر دقيق لشخص عيسى في وضعيه الحقيقي والمزعوم، وهذا الوصف يقدمه Wells، ويجدر بنا أن نورده هنا، يقول Wells:
إن شخصية جوتاما بوذا قد شوهت وانطمست وراء تلك الصور الجامدة الوثنية المتربعة التي تمثل شخصية بوذا في البوذية المتأخرة 1، فكذلك يشعر المرء أن شخص عيسى النحيل المكدود قد أضر به كثيرا ذلك الجو الوهمي وتلك الروح التقليدية اللذان فرضهما على صورته في الفن المسيحي الحديث تبجيل خاطئ أجوف، لقد كان عيسى معلما ذا خصاصة، يتجول في (أرض يهودية) المتربة اللافحة الشمس، ويعيش على هبات عرضية من الطعام، ومع ذلك فإنه يصور على الدوام نظيفا ممشط الشعر مرجله صقيل الإهاب نقي الثياب مستقيم العود، ومن حوله سكون لا يريم كأنما هو منزلق في الهواء. وهذا وحده قد جعله وهما لا يؤمن به الكثير من الناس الذين لا يستطيعون أن يميزوا بين لباب القصة وبين زخرف استطرادات التحسين والتحلية غير الموفقة التي يضيفها بعض المتبتلين الأغبياء (2).