والبارد والثانية حاكمة في التضاد الذي بين الصلب واللين والثالثة حاكمة في التضاد الذي بين الرطب واليابس والرابعة حاكمه في التضاد الذي بين الخشن والأملس إلا أن إجتماعهما معا في آلة واحدة يوهم تأحدها في الذات والمحسوسات كلها تتأدى إلى آلات الحس فتنطبع فيها فتدركها القوة الحاسة والقسم الثاني قوى تدرك من باطن فمنها ما يدرك صور المحسوسات ومنها ما يدرك معاني المحسوسات والفرق بين القسمين هو أن الصورة هو الشيء الذي تدركه النفس الناطقة والحس الظاهر معا ولكن الحس يدركه اولا ويوديه إلى النفس مثل إدراك الشاة صورة الذئب وأما المعنى المضاد الذي تدركه النفس من المحسوس من غير أن يدركه الحس أولا مثل إدراك الشاة المعنى المضاد في الذئب الموجب لخوفها إياه وهربها عنه ومن المدركات الباطنة ما يدرك ويفعل ومنها ما يدرك ولا يفعل والفرق بين القسمين أن الفعل فيها هو أن تركت الصور والمعاني المدركة بعضها مع بعض وتفصل بعضها عن بعض فيكون إدراك وفعل أيضا فيما أدرك والإدراك لا مع الفعل هو ان تكون الصورة أو المعنى ترتسم في القوة فقط من غير أن يكون لها فعل وتصرف فيه ومن المدركات الباطنة مايدرك أولا ومنها ما يدرك ثانيا والفرق بين القسمين أن الإدراك الأول هو أن يكون حصول الصورة على نحو ما من الحصول قد وقع للشيء من نفسه والإدراك الثاني هو أن يكون حصولها من جهة شيء آخر أدى إليها ثم من القوى الباطنة المدركة الحيوانية قوة بنطاسيا وهو الحس المشترك وهي قوة مرتبة في التجويف الأول من مقدم الدماغ تقبل بذاتها جميع الصور المنطبعة في الحواس الخمس متأدية إليه ثم الخيال والمصورة وهو قوة مرتبة في آخر التجويف المقدم من الدماغ تحفظ ماقبله الحس المشترك من الحواس ويبقى فيها بعد غيبة المحسوسات والقوة التي تسمى متخيلة بالقياس إلى النفس الحيوانية وتسمى مفكرة بالقياس إلى النفس الإنسانية فهي قوة مرتبة في التجويف الأوسط من الدماغ عند الدودة من شأنها أن
(٢١٩)