9 - حكم أوميروس الشاعر وهو من كبار القدماء الذي يجريه أفلاطون وأرسطو طاليس في أعلى المراتب ويستدل بشعره لما كان يجمع فيه من إتقان المعرفة ومتانة الحكمة وجودة الرأي وجزالة اللفظ فمن ذلك قوله لا خير في كثرة الرؤساء وهذه كلمة وجيزه تحنها معان شريفة لما في كثرة الرؤساء من الاختلاف الذي يأتي على حكمة الرئاسة بالإبطال ويستدل بها أيضا في التوحيد لما في كثرة الآلهة من المخالفات التي تكر على حقيقة الإلهية بالإفساد وفي الحكمة لو كان أهل بلد كلهم رؤساء لما كان رئيس البتة ولو كان أهل بلد كلهم رعية لما كانت رعيته البتة ومن حكمه قال إني لا أعجب من الناس إذ كان يمكنهم الإقتداء بالله تعالى فيدعون ذلك إلى الإقتداء بالبهائم قال له تلميذه لعل هذا إنما يكون لأنهم قد رأوا أنهم يموتون كما تموت البهائم فقال له بهذا السبب يكثر تعجبي منهم من قبل أنهم يحسون بأنهم لابسون بدنا ميتا ولا يحسبون أن في ذلك البدن نفسا غير ميتة وقال من يعلم أن الحياة لنا مستبعدة والموت معتق مطلق آثر الموت على الحياة وقال العقل نحوان طبيعي وتجريبي وهما مثل الماء والأرض وكما أن النار تذيب كل صامت وتخلصه وتمكن من العمل فيه كذلك العقل يذيب الأمور ويخلصها ويفصلها ويعدها للعمل ومن لم يكن لهذين النحوين فيه موضع فإن خير أموره له قصر العمر وقال إن الإنسان الخير أفضل من جميع ما على الأرض والإنسان الشرير أخس وأوضع من جميع ما على الأرض وقال لن تنبل وأحلم تعز ولا تكن معجبا فتمتهن واقهر شهوتك فإن الفقير من انحط إلى شهوته
(١٠٦)