في تفسير ألفاظ يحتاج إليها المنطقي الظن الحق أنه رأى في شيء أنه كذا ويمكن أن لا يكون كذا والعلم إعتقاد بأن الشيء كذا وأنه لا يمكن أن لا يكون كذا بواسطة توجبه والشيء كذلك في ذاته وقد يقال علم لتصور الماهية بتحديد والعقل إعتقاد بأن الشيء كذا وأنه لا يمكن أن لا يكون كذا طبعا بلا واسطة كاعتقاد المبادىء الأولى للبراهين وقد يقال عقل لتصور الماهية بذاتها بلا تحديدها كتصور المبادىء الأولى للحد والذهن قوة للنفس معدة نحو إكتساب العلم والذكاء قوة إستعداد للحدس والحدس حركة النفس إلى إصابة الحد الأوسط إذا وضع المطلوب أو إصابة الحد الأكبر إذا أصيب الأوسط وبالجملة سرعة إنتقال الذهن من معلوم إلى مجهول والحس إنما يدرك الجزئيات الشخصية والذكر والخيال يحفظان مايؤديه الحس على شخصيته أما الخيال فيحفظ الصورة وأما الذكر فيحفظ المعنى المأخوذ وإذا تكرر الحس صار ذكرا وإذا تكرر الذكر كان تجربة والفكر حركة ذهن الإنسان نحو المباديء ليصير منها الى المطالب والصناعة ملكة نفسانية تصدر عنها أفعال إيرادية بغير رؤية والحكمة خروج النفس الإنساني إلى كماله الممكن في جزأي العلم والعمل أما في جانب العلم فأن يكون متصورا للموجودات كما هي ومصدقا للقضايا كما هي وأما في جانب العمل فأن يكون قد حصل له الخلق الذي يسمى العدالة والملكة الفاضلة والفكر العقلي ينال الكليات مجردة والحس والخيال والذكر تنال الجزئيات فالحس يعرض على الخيال أمورا مختلطة والخيال على العقل ثم العقل يفعل التمييز ولكل واحد من هذه المعاني معونة في صواحبها في قسمى التصور والتصديق
(١٧٢)