تدل على أن المقدار يزيد وينقص ونقول إن العناصر قابلة للتأثيرات السماوية إما آثار محسوسة مثل نضج الفواكه ومد البحار وأظهرها الضوء والحرارة بواسطة الضوء والتحريك إلى فوق بتوسط الحرارة والشمس ليست بحارة ولا متحركة إلى فوق وإنما تأثيراها معدات لعمادة في قبول الصورة من واجب الصورة وقد يكون للقوة الفلك تأثيرات خارجة من العنصريات وإلا فكيف يبرد الأفيون أقوى مما يبرد الماء والجزء البارد فيه مغلوب بالتركيب مع الأضداد وكيف يفعل ضوء الشمس في عيون العشى والنبات بأدنى تسخين مالا تفعله النار بتسخين يكون فوقه فتبين أن العناصر كيف قبلت الاستحالة والتغير والتأثير وتبين مالها بالعنصر والجوهر المقالة الثالثة في المركبات والآثار العلوية قال ابن سينا إن العناصر الأربعة عساها أن لا توجد كلياتها صرفة بل يكون فيها إختلاط ويشبه أن تكون النار أبسطها في موضعها ثم الأرض اما النار فلأن ما يخالطها يستحيل إليها لقوتها وأما الأرض فلأن نفوذ قوى ما يحيط بها في كليتها بأسرها كالقليل وعسى أن يكون باطنها القريب من لامركز يقرب من البساطة ثم الأرض على طبقات الطبقة الأولى القريبة من المركز والثانية الطين والثالثة بعضها ماء وبعضها طين جففته الشمس وهو البر والسبب في أن الماء غير محيط بالأرض أن الأرض تنقلب ماء فتحصل وهدة والماء يستحيل أرضا فتحصل ربوة والأرض صلب وليس بسيال كالماء والهواء حتى ينصب بعض أجزائه إلى بعض ويتشكل بالاستدارة وأما الهواء فهو أربع طبقات طبقة تلي الأرض فيها مائية من البخارات وحرارة لأن الأرض تقبل الضوء من الشمس فتحمي فتتعدى الحرارة إلى ما يجاورها وطبقة لا تخلو عن رطوبة بخارية ولكن أقل حرارة وطبقة هي هواء صرف صاف وطبقة دخانية
(٢١٣)