بالسلب أي لا شبيه له ولا مثال وأنه أبدع العالم من لا نظام إلى نظام وأن كل مركب فهو إلى الإنحلال وأنه لم يسبق العالم زمان ولم يبدع عن شيء اختلاف الأوائل في الإبداع والمبدع والإرادة ثم إن الأوائل اختلفوا في الإبداع والمبدع هل هما عبارتان عن معبر واحد أم للإبداع نسبة إلى المبدع ونسبة إلى المبدع وكذلك الإرادة إنها المراد أم المريد على حسب إختلاف متكلمي الإسلام في الخلق والمخلوق والإرادة إنها خلق أم مخلوقة أم صفة في الخالق قال أنكساغورس بمذهب فلوطرخيس إن الإرادة ليست هي غير المراد ولا غير المريد وكذلك الفعل لأنهما لا صورة لهما ذاتية وإنما يقومان بغيرهما فالإرادة مرة تكون مستبطنة في المريد ومرة ظاهرة في المراد وكذلك الفعل وأما أفلاطون وأرسطو طاليس فلا يقبلان هذا القول وقالا إن صورة الإرادة وصورة الفعل قائمتان وهما أبسط من صورة المراد كالقاطع للشيء وهو المؤثر وأثره في الشيء والمقطوع هو المؤثر فيه القابل للأثر فالأثر ليس هو المؤثر ولا المؤثر فيه وإلا انعكس حتى يكون المؤثر هو الأثر والمؤثر فيه هو الأثر وهو محال فصورة المبدع فاعلة وصورة المبدع مفعولة وصورة الإبداع متوسطة بين الفاعل والمفعول فللفعل صورة وأثر فصورته من جهة المبدع وأثره من جهة المبدع والصورة من جهة المبدع في حق الباري تعالى ليست زائدة على ذاته حتى يقال صورة ارادة وصورة باري مفترقتان بل هي حقيقة واحدة وأما برمنيدس الأصغر فإنه أجاز قولهم في الإرادة ولم يجزه في الفعل وقال إن الإرادة
(٩٤)