وقال آخر ما سافر الإسكندر سفرا بلا أعوان ولا آلة ولا عدة غير سفره هذا وقال آخر ما أرغبنا فيما فارقت وأغفلنا عما عانيت وقال آخر لم يؤدبنا بكلامه كما أدبنا بسكوته وقال آخر من ير هذا الشخص فليتق وليعلم أن الديون هكذا قضاؤها وقال آخر قد كان بالأمس طلعته علينا حياة واليوم النظر إليهم سقيم وقال آخر قد كان يسأل عما قبله ولا يسأل عما بعده وقال آخر من شدة حرصه على الإرتفاع إنحط كله وقال آخر الآن تضطرب الأقاليم لأن مسكنها قد سكن وقال آخر الآن وقت الإنصراف لأن الأشخاص يتوجهون من دار إلى دار والله تعالى يبقى ولا يفنى حكم ديوجانس الكلبي وكان حكيما فاضلا متقشفا لا يقتني شيئا ولا يأوى إلى منزل وكأنه من قدرية الفلاسفة لما يوجد في مدارج كلامه من الميل إلى القدر قال ليس الله تعالى علة الشرور بل الله تعالى علة الخيرات والفضائل والجود والعقل جعلها بين خلقه فمن كسبها وتمسك بها نالها لأنه لا يدرك الخيرات إلا بها وسأله الإسكندر يوما فقال بأي شىء يكتسب الثواب قال بأفعال الخيرات وإنك لتقدر أيها الملك أن تكتسب في يوم واحد مالا تقدر الرعية أن تكسبه في دهرها وسأله عصبة من أهل الجهل ما غذاؤك قال ما عفتم يعني الحكمة قالوا فما عفت قال مااستطبتم يعني الجهل قالوا كم عبدا لك قال أربابكم يعني الغضب والشهوة والأخلاق الرديئة الناشئة منهما وقال له يوما ما أقبح صورتك قال لم أملك الخلقة الذميمة فالأم عليها
(١٤١)