يكون منفصلا لايوجد لأجزائه ذلك بالقوة ولا بالفعل كالعدد والمتصل قد يكون ذا وضع وقد يكون عديم الوضع وذو الوضع هو الذي يوجد لأجزائه إتصال وثبات وإمكان أن يشار إلى كل واحد منها أنه أين هو من الآخر فمن ذلك مايقبل القسمة في جهة واحدة وهو الخط ومنه ما يقبل في جهتين متقاطعتين على قوائم وهو السطح ومنه ما يقبل في ثلاث جهات قائم بعضها على بعض وهو الجسم والمكان أيضا ذو وضع لأنه السطح الباطن من الحاوي وأما الزمان فهو مقدار للحركة إذ أنه ليس له وضع إذ لا توجد أجزاؤه معا وإن كان له إتصال إذ ماضيه ومستقبله يتحدان بطرف الآن وأما العدد فهو بالحقيقة الكم المنفصل ومن المقولات العشرة الإضافة وهو المعنى الذي وجوده بالقياس إلى شيء آخر وليس له وجود غيره مثل الأبوة بالقياس إلى البنوة لا كالأب فإن له وجودا يخصه كالإنسانية وأما الكيف فهو كل هيئة قارة في جسم لا يوجب إعتبار وجودها فيه نسبة للجسم إلى خارج ولا نسبة واقعة في أجزائه ولا لجملته إعتبارا يكون به ذا جزء مثل البياض والسواد وهو إما يكون مختصا بالكم من جهة ماهو كم كالتربيع بالسطح والإستقامة بالخط والفردية بالعدد وإما أن لا يكون مختصا به وغير المختص به إما أن يكون محسوسا تنفعل عنه الحواس ويوجد بإنفعال الممتزجات فالراسخ منه مثل صفرة الذهب وحلاوة العسل يسمى كيفيات إنفعاليات وسريع الزوال منه وإن كان كيفية بالحقيقة فلا يسمى كيفية بل إنفعالات لسرعة إستبدالها مثل حمرة الخجل وصفرة الوجل ومنه مالا يكون محسوسا فإما أن يكون إستعدادات إنما تتصور في النفس بالقياس إلى كمالات فإن كان إستعدادا للمقاومة وإباء للإنفعال سمي قوة طبيعية كالمصحاحية والصلابة وإن كان إستعدادا لسرعة الإذعان والإنفعال سمي لا قوة طبيعية مثل الممراضية واللين وإما أن تكون في أنفسها كمالات لا يتصور أنها
(١٧٠)