وهذا الرأي الذي رآه هذا الحكيم لم أجد أحدا أبه له ولا عثر عليه أو حكم به أو أومأ إليه والله سبحانه وتعالى أعلم 12 - حكم أوقليدس وهو أول من تكلم في الرياضيات وأفرده علما نافعا في العلوم منقحا للخاطر ملقحا للفكر وكتابه معروف باسمه وكذلك حكمته وقد وجدنا له حكما متفرقة فأوردناها على سوق مرامنا وطرد كلامنا فمن ذلك قوله الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية وقال له رجل يتهدده إني لا آلو جهدا في أن أفقدك حياتك قال أوقليدس وأنا لا آلو جهدا في أن أفقدك غضبك وقال كل أمر تصرفنا فيه وكانت النفس الناطقة هي المقدرة له فهو داخل في الأفعال الإنسانية وما لم تقدره النفس الناطقة فهو داخل في الأفعال البهيمية وقال من أراد أن يكون محبوبه محبوبك وافقك على ما تحب فإذا إتفقتما على محبوب واحد صرتما إلى الإتفاق وقال افزع إلى ما يشبه الرأي العام التدبيري العقلي واتهم ما سواه وقال كل ما أستطيع خلعه ولم يضطر إلى لزومه المرء فلم الإقامة على مكروهه وقال الأمور جنسان أحدهما يستطاع خلعه والمصير إلى غيره والآخر توجبه الضرورة فلا يستطاع الإنتقال عنه والإغتمام والأسف على كل واحد منهما غير سائغ في الرأي وقال إن كانت الكائنات من المضطرة فما الإهتمام بالمضطر إذ لا بد منه وإن كانت غير مضطرة فلم الهم فيما يجاوز إنتقال عنه وقال الصواب إذا كان عاما كان أفضل لأن الخاص يقع بالتحري وتلقاء أمر ما
(١١٤)