الله تعالى افسلام فأخرجت وأبطلت وبهذا يعرف كذب من قال إن بيت الله الحرام إنما هو بيت زحل بناه الباني الأول على طوالع معلومة وإتصالات مقبولة وسماه بيت زحل ولهذا المعنى إقترن الدوام به بقاء والتعظيم له لقاء لأن زحل يدل على البقاء وطول العمر أكثر مما يدل عليه سائر الكواكب وهذا خطأ لأن الباني الأول كان مستندا إلى الوحي على يدي أصحاب الوحي البيوت المتخذة للعبادة ثم أعلم أن البيوت تنقسم إلى بيوت الأصنام وإلى بيوت النيران وقد ذكرنا المواضع التي كانت بيوت النيران ثم في مقالات المجوس فأما بيوت الأصنام التي كانت للعرب والهند فهي البيوت السبعة المعروفة المشهورة المبنية على السبع الكواكب فمنهاما كانت فيه أصنام فحولت إلى النيران ومنها مالم تحول ولقد كان بين أصحاب الأصنام وبين أصحاب النيران مخالفات كثيرة والأمر دول فيما بينهم وكان كل من استولى وقهر غير البيت إلى مشاعر مذهبه ودينه فمنها بيت فارس على رأس جبل بأصفهان على ثلاثة فراسخ كانت فيه أصنام إلى أن أخرجها كشتاسب الملك لما تمجس وجعله بيت نار ومنها البيت الذي بمولتان من ارض الهند فيه أصنام لم تغير ولم تبدل ومنها بيت سدوسان من أرض الهند فيه أصنام لم تغير ولم تبدل ومنها بيت سدوسان من أرض الهند أيضا وفيه أصنام كبيرة كثيرة العجب والهند يأتون البيتين في أوقات من السنة حجا وقصدا إليهما ومنها النوبهار الذي بناه منوهجر بمدينة بلخ على اسم القمر فلما ظهر الإسلام خربه أهل بلخ ومنها بيت غمدان الذي بمدينة صنعاء اليمن بناه الضحاك على اسم الزهرة وخربه عثمان بن عفان رضي الله عنه ومنها بيت كاوسان بناه كاووس الملك بناء عجيبا على اسم الشمس بمدينة فرعانة وخربه المعتصم واعلم أن العرب أصناف شتى فمنهم معطلة ومنهم محصلة نوع تحصيل
(٢٣٤)