8 - حكم سولون الشاعر وكان عند الفلاسفة من الأنبياء العظام بعد هرمس وقبل سقراط وأجمعوا على تقديمه والقول بفضائله قال سولون لتلميذه تزود من الخير وأنت مقبل خير لك من أن تتزود منه وأنت مدبر وقال من فعل خيرا فليجتنب ما خالفه وإلا دعي شريرا وقال إن أمور الدنيا حق وقضاء فمن أسلف فليقض ومن قضى فقد وفى وقال إذا عرضت لك فكرة سوء فادفعها عن نفسك ولا ترجع باللائمة على غيرك لكن لم رأيك بما أحدث عليك وقال إن فعل الجاهل في خطابه أن يذم غيره وفعل طالب الأدب أن يذم نفسه وفعل الأديب أن لا يذم نفسه ولا غيره وقال إذا انكب الدن وأريق الشراب وانكسر الإناء فلا تغتم بل قل كما أن الأرباح لا تكون إلا فيما يباع ويشترى كذلك الخسرانات لا تكون إلا في الموجودات فانف الغم والخسارة عنك فإن لكل ثمنا وليس يجيء بالمجان وسئل أيما أحمد في الصبا الحياء أم الخوف قال الحياء لأن الحياء يدل على العقل والخوف يدل على المقة والشهوة وقال لإبنه دع المزاح فإن المزاح لقاح الضغائر وسأله رجل فقال هل ترى أن أتزوج أم أدع قال أي الأمرين فعلت ندمت عليه وسئل أي شيء أصعب على الإنسان قال أن يعرف عيب نفسه وأن يمسك عما لا ينبغي أن يتكلم به
(١٠٤)