ونقصانه تعرف الأزمان والساعات وهو تلو الشمس وقرينها ومنها نوره وبالنظر إليها تكون زيادته ونقصانه وهؤلاء يسمون الجندريكينية أي عباد القمر ومن سنتهم أن أتخذوا له صنما على شكل عجل يجره أربعة وبيد الصم جوهر ومن دينهم أن يسجدوا له ويعبدوه وأن يصوموا النصف من كل شهر لا يفطروا حتى يطلع القمر ثم يأتون صنمه بالطعام والشراب واللبن ثم يرغبون إليه وينظرون إلى القمر ويسألونه حوائجهم فإذا استهل الشهر علوا السطوح وأوقدوا الدخن ودعوا عند رؤيته ورغبوا إليه ثم نزلوا عن السطوح إلى الطعام والشراب والفرح والسرور ولم ينظروا إليه إلا على وجوه حسنة وفي نصف الشهر إذا فرغوا من الإفطار أخذوا في الرقص واللعب بالمعازف بين يدي الصم والقمر الفصل الرابع عبدة الأصنام اعلم أن الأصناف التى ذكرنا مذاهبهم يرجعون اخر الأمر إلى عبادة الأصنام إذ كان لا يستمر لهم طريقة إلا بشخص حاضر ينظرون إليه ويعكفون عليه وعن هذا اتخذت أصحاب الروحانيات والكواكب أصناما زعموا أنها على صورتها وبالجملة وضع الأصنام حيث ما قدروه إنما هو على معبود غائب حتى يكون الصم المعمول على صورته وشكله وهيأته نائبا منابا وقائما مقامه وإلا فنعلم قطعا أن عاقلا ما لا ينحت جسما بيده ويصور صورة ثم يعتقد أنه إلهة وخالقه وإله الكل وخالق الكل إذ كان وجوده مسبوقا بوجوده صانعه وشكله يحدث بصنعته ناحته لكن القوم لما عكفوا على التوجه إليها كان عكوفهم ذلك عبادة وطلبهم الحوائج منها إثبات إلهية لها وعن هذا كانوا يقولون * (ما نعبدهم إلا ليقربونا
(٢٥٩)